تحدث الناشطة السياسية نعمة السيلي عن اتفاق الرياض وأهميته بالدفع بالعملية السياسية في البلاد حيث قالت الهدف من أتفاق الرياض هو أيجاد توافق بين الأنتقالي والشرعية لأدارة الدولة ولرأب الصدع في الساحة لوطنية وحشد كل الطاقات الوطنية إلى جانب التحالف العربي لازالة أسباب التوتر وكان الأمل معقودا على أن يمهد هذا الاتفاق الطريق ويزيل كل المعوقات التي تحول دون توحيد الجهد الوطني في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني.
ولكن برزت توترات هنا وهناك بين الشرعية والأنتقالي بالرغم من تحقق بعض الأنجازات على الصعيد السياسي وكان يمكن أن تشكل تلك الخطوات حافزا للطرفين على مواصلة العمل لتنفيذ بنود الاتفاق فهما يتحملان مسؤولية كبيرة وعليهما يتوقف مصير البلاد.
ولجأت حكومة الشرعية إلى منع وفد الأنتقالي من العودة إلى عدن مما دفع الأنتقالي إلى أعلان الأدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية وكانت تلك الخطوة وسيلة للضغط على حكومة الشرعية.
لكن المجلس الانتقالي لم يسع إلى ذلك بل اكتفى بأعلانه الأدارة الذاتية للجنوب في ظل الدولة القائمة فهذه خطوة تحسب له لأن المقصود من الأدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية هو الأدارة الذاتية للشأن المحلي في ظل النظام القائم للشرعية وهذا دليل على حسن النوايا في التعامل مع الحكومة الشرعية لأنه لم يعلن فك الأرتباط والأنفصال وأعلان دولة مستقلة حتى يشكل حكومة ودستور وقضاء.
وهذه الخطوة( الإدارة الذاتية )لا تعني إعلان الحكم الذاتي فالفرق في الحالتين أن الحكم الذاتي تكون السلطة فيه للشعب بما فيها السلطات(التشريعية والتنفيذية)ويتم ترسيم الحدود الأدارية للحكم الذاتي بحيث يكون أغلبية السكان هم من الساكنين في الجنوب وسيكون لهم برلمانهم الذي سيختار رئيس الوزراء ليمثل السلطة التنفيذية وسيكون لحكومة الحكم الذاتي القرار في أنشاء محاكمها الخاصة للبث في المسائل والقضايا المرتبطة بشعب الجنوب .
فكانت هذه الخطوة اعلان الأدارة الذاتية تعني تمكين المجلس الأنتقالي من إدارة متطلبات الحياة على الصعيد المحلي في المحافظات الجنوبية بغية تأمين الخدمات الضرورية للسكان الذي عانى
ومما زاد الأوضاع توترا أن طرفي الاتفاق لم يخلصا نواياهما وظل كل طرف لا يفكر سوى في القضاء على الأخر وقد حدث ذلك في 11مايو الماضي حيث شنت قوات الشرعية هجوما كاسحا على مناطق في أبين معتقدة أنها خلال ساعتين ستحرر أبين وعدن ولكنها أصطدمت بصلابة قوات المجلس الأنتقالي والقوات الجنوبية المسلحة
وفي تطور خطير تتعرض القوات الجنوبية للمرابطة في أبين لقصف صاروخي من طائرات مسيرة وأصبحت المواجهات عائقا لتنفيذ أتفاق الرياض بموجب الآلية المتفق عليها وهذا الهدف الذي يسعى إليه طرف في الشرعية ممثلا بحزب الأصلاح لأن أي توافق لا يصب في مصلحتهم وقد يفقدهم ما تم سلبه ونهبه بعد حرب 94 م الظالمة على الجنوب من أراضي ومباني بالهكتارات حتى الثروة السيادية من أبار نفط ومناجم ذهب ملكت لقادة متنفذين
وأختتمت الناشطة السياسية نعمة السيلي أن الوضع القائم والمؤشرات كلها تمهد لأقامة دولةأتحأدية من أقليمين لفترة أنتقالية محددة وهذا توجه دولي وأقليمي ونحن يجب أن نسلم بفرضية أننا لانستطيع أن نعمل بمعزل عن التوجهات الدولية والأقليمية ويفترض من القيادات السياسية أن تتعامل بشفافية ووضوح وتعكس رؤيتها في أقامة نظام الدولة أو الأقليم على ضوء هذا التوجه
من/ إيهاب المرقشي