الراقصة والوزير

26 فبراير 2021آخر تحديث :
الراقصة والوزير
شعر : الدكتور ابو فراس

صوت من العالم المنكوس أفزعني

جمد مساعيك بين الحنط والكفن

أرهقت دنياك أحلاما ووسوسة

ونلت سلواي في الدنيا ألم ترني

لا أرض للطهر بعد الذل تحفظه

ما كان سرا يذاع اليوم بالعلن

فتش حواليك ماذا حل صدقني

الخير والشر معقودان في قرن

تهدمت دول الأخلاق وانقرضت

فأي نور ترى في عهدنا الوثني

يا صافناز أزال الشرق عفته

فضلا أقيمي برفق دولة البدن

إن كان من حكمة تتلى فأحسنها

هذا زمانك إني قد مضى زمني

فيك استقامت عرى السواس وارتفعت

برقصة حرة من غصنك اللدن

وجاءك الفتح من مفتاح ذي يمن

فحركي الخصر في لقياه واحتضني

هذا الوزير المكنى عند رقصته

سيعلن الحرب بين الجفن والوسن

ما ألطف الخصر قال الخمر بغيته

عند السياج المعرى ينتهي وطني

إن كنت عن موطن الأخلاق منحرف

فلن يتوه فؤادي عنك فاقترني

وخاض حربا ظروسا كي يرى يمنا

أمام عينيه تمثالا من اللبن

أقام في صدره المقتوح مملكة

سادت بدر منقى سائر المدن

كم أبحرت سفن في نيل رقتها

وكم رست حولها بالمعدن اللدن

إن الحكاية تبدو غير واضحة

هذا الفضاء المعرى باهض الثمن

من مال من يملأ المخمور خزنته

والشعب من حزن ضاف إلى حزن

حتى الوزارات ذابت عند خطته

وحركت خصرها الموبؤ بالمحن

يا صافناز بحق أنت مدرسة

طلابها أبدعوا في فنها المهني

لو لم تكوني لهم نجما لما هربوا

من ليل صنعاء أرتالا إلى عدن

إن تخلعيه فإن الخلع مكرمة

لمن تبيت بحضن الخائن العفن

أو ترجعيه فكم عادت حكومته

من بعد خلع بثوب جد ممتهن

ما كان أول من يحظى براقصة

ولا بآخر رقاص من اليمن

تلك الحثالات من أزرت بعزتنا

إلى متى الذل يا أحفاد ذي يزن