بقلم/ امل مصطفى
يقول العالم الدكتور مجدى يعقوب ( السعادة تطيل العمر والحزن يقصر العمر وقد ينفجر القلب من الحزن).
فعند انتعاش الروح وسعادتها يتعافى الجسد ويقوى بقوة الروح المشرقه فيه واليقين النابع من قلب سليم متوكل على الله وعند حزن الروح وكآباتها وهمها يمرض الجسد ، وتوهن النفس وتضعف ويخفت ضياء الروح حد الممات ، فنحن إنعكاس ومرآة أرواحنا متى تعافت كنا اصحاء معافيين . وعندما نتأمل بعض المعانى وبعض الجمل التى نقولها بكل تلقائية مثل : قلبي سعيد ، قلبي يحب ، قلبي يتألم ، قلبي مجروح، أو موجوع ، قلبي منكسر او حتى قلبي ميت ، نرى ان كل المشاعر والأحاسيس فينا تترجم بلغة القلب .. فكيف تؤثر مشاعرنا على نبضات وحياة قلوبنا وسعادتها أو شقائها؟ نجد إن فعلا من يدفع فاتورة الحالة النفسية التى نمر بها جميعا هو القلب .عندما نسعد يزهر ويورق وينتعش وتصحو الروح من غفوتها مقبلة على الحياة ، اما عندما يعانق الحزن القلب، يعانقه حد الإختناق ، فتخفت دقاته وتضعف طاقته وينطفىء بريق الروح ، مما ينعكس ويؤثر فينا….!!!
وفى الصفات والسمات الإنسانية ، هناك من نطلق عليه قلبه ابيض ، ومن قلبه اسود ، وهناك اصحاب القلوب الخضراء اصحاب الوجه الواحد الذين لا يجيدون التلون والتخفى وراء الأقنعة ، هم أول من تلمحهم عينيك عند إنكسارك ويمنحونك أنفاسهم عند الإختناق ، تجد على مُحياهم الإبتسامة الصافية الصادقة تجد بصحبتهم الأمان والسلام والإطمئنان ، تجد فى حروف مقاصدهم الصدق والصراحة و فى أعينهم الجبر والإحتواء ، والنور الذي في اعينهم ليس إلا أثراً من نور القلب. وأما نور قلوبهم فهو من نور الله…
لديهم القدرة على التسامح والغفران لا يعرفون الزعل والحقد لإنهم يعيشون الحياة الحقيقة يتمسكون بالبدايات ، ولا يعرفون النهايات ، طموحهم وأحلامهم تصل عنان السماء تحلق دائما راجية من خالقها التحقيق والتوفيق ، تغمرهم روح صافية صحيحة تتغلب على كافة الأمراض والأسقام وأمراض النفس المريضة المتعبة ، نفوسهم قوية معافة من كل شر ، وهنا نتساءل عنك انت نعم انت يا من تقرأ وعن قلبك لما لا تكون انت من يمتلك القلب الأخضر المورق بخيره ، العطاء بثمر محبته المتفاهم الحنون ؟؟ لما لا يكون دائما قلبك واحة خضراء يجتمع فيها المقربون لك ،لا تغدر ولا تتجاهل قلوب الأوفياء المخلصين لك ؟؟..
كن دائما بقلب اخضر لا يعرف الظلم والقسوة يخشاك الناس لقسوتك ، تجرح ولا تبالى او حاقد وحسود يتجنبك الناس ولا يريدون قربك وودك ، لا تكن انت والشيطان روح واحدة فى جسد واحد تدبر وتخطط للأذى والتدمير ، ينفر منك مقربونك لسؤ خُلقك وعشرتك ، اجعل دائما من نور كلماتك ضياء ومحبة ، فى قلوب من حولك ، فأفضل ما تهديه لمن تحب هى الكلمة الطيبة من قلب مُحب ..
فالقلوب الطيبة يكفيها من الندى قَطرة ، تكفيها من الحُب بسمة ، تُغنيها عن الناسِ لَفتة، تعيش يومها ولا تهتَم، لا تهتَم بشيءٍ إطلاقاً هى فى عالمها النقى من الشوائب وسؤ الظن..قانعة راضية محبة لا تعرف الكره ..
تقول الكاتبة نيرمين ماجد وهى من أصحاب النفوس الراقية عش ما تبقي لك من عمر طاهر الروح كرامتك دائما مرفوعة مصانة ، وطنك هو حبك وهمك وظلك ، واحترم ذاتك وشخصيتك وحافظ عليها ، واهتم بها ففي جوف قلبك يكمن عالمك..!! احتضن في قلبك من يستحقون أن يكونوا معك في كلّ مكان ، من يمنحونك الودّ الأنيق والإحترام الدافئ، من يجعلونك ترى الحياة بضوء مختلف ، ولا تسخر من روحك لأنها بمثابة الخطوط الحمراء في حياتك والسور الذي يحميك، واحرص على سكينة قلبك فهي حصنك الحصين تكن أجمل…ومن اقوال جلال الدين الرومى إنْ كان نورك ينبع من القلب، فإنك لن تضل الطريق أبدًا ..
ويقول ايضا (لا أملك إلا القلب، فهو معكم بكل ما يملك من حب وخير)
عوّد قلبك على الفرح فأنت محظوظ بنعمة الله في كلّ لحظة وعوّده على المحبّة ليزداد جمالك في كلّ نَبْضَه. القلب الكبير لا يتّسع إلا للحبّ ولا يحوي إلا الجمال ولا يتدفق إلا باللّطف . فان أشد انواع الفقر هو فقر القلوب التى لا تستطيع أن تحب.