حوار خاص : مع الاستاذ علي هيثم الغريب الاطماع  الإيرانية  في البحر الاحمر  والاتهامات  التي توجها أطراف سياسية  ضد الامارات  

27 مايو 2023آخر تحديث :
حوار خاص : مع الاستاذ علي هيثم الغريب الاطماع  الإيرانية  في البحر الاحمر  والاتهامات  التي توجها أطراف سياسية  ضد الامارات  

سما نيوز / عدن / خاص

    حوارا شيق  مع   الاستاذ علي هيثم الغريب،   للرد على  بعض   الأسئلة  التي طرحها  بعضا من رفاقه في الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، ضمن إطار حوارات “الخط المباشر ال ZOOM”
والتي  اقتنصتها صحيفة سما نيوز  فرصة  لتكون مدخل لحوار حصري   
حيث   قامت صحيفة سما نيوز.  بالاعتماد على  ما دار من نقاش حول الجنوب وموقعه  الاستراتيجي    والامني والتجاري، والاطماع الاجنبية،  ومنها الإيرانية  إلى جانب   دور مكوناته  السياسية ومستقبل الجنوب  وتعقيدات المرحلة الحالية، ودور التحالف العربي واهمية تواجده في المرحلة الراهنة والمقبلة. حيث كان الحوار شاملة.
  تطرقت لكثير من القضايا التاريخية الشائكة واهمية موقع الجنوب والعلاقات بين دول المنطقة وارتباط القضية الجنوبية بها. بالإضافة إلى ملفات اخرى مثل ملف المجلس الانتقالي الأكثر تأثيرا على سير العملية السياسية الجنوبية الحالية، وضرورة الالتفاف حوله لتعزيز موقفنا الداخلي والخارجي.
ورغم ان بعض الاسئلة مرة الا ان الاجابات كانت واضحة ووافية.
وهنا نتطرق الى اهم الاسئلة والردود التي اعتمد نشرها في  موقع وصحيفة   سماء نيوز


حاورته الزميلة رندا عبدالكريم  .

 
س : هناك من يطرح  من الغزاة الحوثيين والاحزاب اليمنية ان دولة الامارات استولت على كل الجزر اليمنية بما فيها ارخبيل سقطرى وميون وجزر حنيش وغيرها، ما صحة هذا القول؟!
الاستاذ الغريب:  هؤلاء اعداء وشيء طبيعي ان يكون هذا قولهم، ولكن مشكلة البعض من الجنوبيين انهم يركزون على القشور والصراخ ولا يعرفون حقيقة ما يدور، وانت تعرف ان الدول المطلة على البحرين الاحمر والعربي هي دول نامية وان كانت بعضها غنية، والجزر الجنوبية (اكثر من 200 جزيرة في البحرين الاحمر والعربي) تعيش اطماع متواصلة منذ اكثر من الف سنة ، وما دخول اكثر من بلد اجنبي واحتلالها الجنوب العربي الا طمعاً بهذه الجزر لما تحتله من مواقع امنية واستراتيجية للتجارة الدولية، وازدادت اهمية هذه الجزر بعد الاكتشافات النفطية في الجزيرة العربية.
الرئيس قحطان الشعبي وعند تشكيلة حكومة الاستقلال العام 1967 عين وزيرا للجزر(علي ناصر محمد) والرئيس سالمين كان يحاول ان يصدر قرار حظر التحليق الجوي في باب المندب ومنع مرور السفن إلا بإذن مسبق من جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية. خاصة بعد المحاولات تلك البلدان الاجنبية لتدويل الجزر التابعة ل جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية.
واليوم واليمن يعيش حروباً متواصلة ، وكذلك محاولات غزو الجنوب من جديد من قبل مليشيات الحوثي والاستفزازات الايرانية بدأ الشعور بحجم الخطر الايراني على الجزر في البحر الأَحْمَر ومضيق باب المندب خاصة وان لايران سوابق باحتلال الجزر في الخليج العربي(الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة من ايران) والمحاولات المتكررة لاحتلال جزر حنيش وزقر وغيرها.
ونحن نعتبر تواجد القوات الجنوبية في تلك الجزر بدعم من دول التحالف العربية وعلى راسها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ترتيباتٌ وإجراءات ضرورية وتأكيداً للسيادة الوطنية الجنوبية على الجزر، رغم تواضع الإمكانيات وبساطة الإجراءات المتخذة إلا أنها بدايةً مهمةً لحماية جزرنا ومواجهة أيَّة أخطار قد تستهدف بعض هذه الجزر.

س : ولكن هناك من يطرح أن تدخُّلات الشرعية حالت دون تعزيز القدرة التسليحية للألوية الجنوبية وأعاقت الكثير من الجهود التي كانت ترمي إلى بناء المؤسسات؟!


الاستاذ الغريب: بداية وقبل الاجابة على سؤالكم أود أن أأكد انه لو لا الدعم الذي قدمته دول التحالف العربية وعلى راسها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات لكان القتال في عدن وشبوة وابين ولحج والضالع وكذلك المكلا(الارهاب) لكان القتال مازال مستمراً في تلك المحافظات ولكان عدد الشهداء يفوق الوصف، ولكانت الشرعية اليمنية خارج الجنوب، وصحيح الجنوب قادر على تأديب اي غازي لوطنه ولكن ما تعرضنا له خلال فترة احتلال صنعاء للجنوب(1994) اضعف كل شيء في الجنوب، ووجود التحالف العربي كان من اجل الاستقرار في اليمن والمنطقة، وجنبنا(التحالف العربي) ما يحصل في العراق وسوريا وليبيا وغيرها.

س : خلال فترة حكم الحزب الاشتراكي للجنوب، هل سمح للمعسكر الشرقي اقامة قواعد في تلك الجزر او على الارض الجنوبية؟!


الاستاذ الغريب: لا، اطلاقاً، الاتحاد السوفييتي سابقاً مدنا بالزوارق العسكرية البحرية وجيشنا الجنوبي هو الذي كان يحميها، ولم نعطي اي امتيازاتٍ او تواجد عسكري في كل الجزر اليمنية ومضيق باب المندب او في مناطق ساحلية، وهذا ما يحصل اليوم، حيث تشكلت قوة جنوبية لحماية جزرنا بمساعدة دول التحالف العربية.


س: يعني هناك تسابق خارجي على البحرين (العربيان) الاحمر والعربي؟


الغريب:  ليس تسابقاً بل تواجد ايراني فعلي،
خاصة مع اشتداد الحرب في اليمن ، أصبح الوجود العسكري الإيراني متزايداً لدعم الحوثيين.
وهناك تنافس استراتيجي يشكل خطراً على منطقة شبة الجزيرة العربية.
والوجود العسكري الإيراني حقيقةً يخدم تطويق الدول العربية خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات. على هذا النحو ، فإنه يثير مخاوف دول التحالف العربية لهذا كان الاهتمام بالجزر الجنوبية وتعزيز تواجد القوات العسكرية الجنوبية فيها ، خاصة في مضيق باب المندب كممر مائي دولي رئيسي، من خلال جزيرة ميون وفي ارخبيل سقطرى ضروري ويخدم مستقبل الدولة الجنوبية.

س : قبل ان نأتي عن التسميات التي اطلقها اللواء عيدروس الزبيدي حول اسم الدولة الجنوبية القادمة ان شاء الله ، هل كان هناك اعتراف دولي بالقضية الجنوبية؟


الاستاذ الغريب وزير العدل السابق: نعم فقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2140، المتخذ بالإجماع في 26 فبراير 2014[1] بشان الحراك الجنوبي كممثل شرعي للقضية الجنوبية ، وكذلك دعوة الحراك الجنوبي لتشارك في اجتماعات جنيف في مايو 2015. فكل الأعضاء في مجلس الامن الدولي إدرجوا ممثل الحراك الجنوبي، على جدول أعمال مباحثات جنيف بين الشرعية والحوثي وفي إصدار قرار بدعوة الاستاذ عبدالرحمن الجفري ممثلاً للحراك الجنوبي لعرض قضية الجنوب. وكذلك اتفاق الرياض1 بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في اي مفاوضات قادمة مع الحوثي، وإنها لخطوة هامة أن يعود تمثيل الجنوب في المفاوضات القادمة وبحث قضية الجنوب بصورة مستقلة بمشاركة المجلس الانتقالي كما اقر ذلك في اتفاق الرياض.
وأننا نعتبر خطوة الامين العام السابق بان كي مون بشان القضية الجنوبية والحراك الجنوبي انتصار للقضية الجنوبية، وهكذا سار عليه اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات الرياض، والدعم السخي من قبل دول التحالف العربية للقضية الجنوبية.

س : ومارايك بالتسميات الثلاث التي اطلقها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي عن دولة الجنوب القادمة باذن الله؟!
الاستاذ الغريب: هذه التسميات نابعة من واقع تاريخي والانطلاق منها يعبر عن علاقة الشعب الجنوبي بهويته الوطنية الجنوبية.

س : ولكنها تسميات تشكك بانتمائنا لغير اليمن؟
الاستاذ الغريب: لا، فالاسماء التي ، تطلق حاليا على بعض البلدان هي في الواقع أسماء جديدة، فعدد من دول العالم كانت لها أسماء أخرى عرفت بها لمئات السنين، بما فيها الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية وكل دول الخليج. فالبحرين كانت لها اسماء متعددة ، عام 1971 وهو عام الاستقلال كانت تسمى دولة البحرين، وفي 14 فبراير 2002، غيرت البحرين اسمها الرسمي من دولة البحرين إلى مملكة البحرين. وكذلك دولة مجلس التعاون الخليجي كانت لها تسميات قديمة غير التسميات الرسمية الحالية.
فالارض العربية قبل تاسيس دولها ، كانت تسمى من جهاتها ، بلاد الشام ويمنات والمغرب العربي ، واليمن قامت به عدة دول، منها الدولة القاسمية والدولة المتوكلية الهاشمية والمملكة المتوكلية اليمنية ومنذ عام 1962 الجمهورية العربية اليمنية ، وكل تلك الدول قامت على جغرافيا واحدة لا غير، وهي حدود الجمهورية العربية اليمنية، وكذلك الجنوب كانت له تسميات كثيرة، جنوب الجزيرة العربية ، حضرموت الكبرى، نظام السلطنات العربية ومن ثم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية وجميعها قامت على رقعة واحدة هي جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية. فآخر الاسماء الرسمية للدولتين، هي(ج،ي،د،ش و ج،ع،ي).
وكذلك بلدان اخرى كثيرة، كانت لها اسماء مختلفه عن اسماءها الحالية، فالصومال كانت تسمى بلاد”شنقيط”
و العراق بلاد الرافدين و تركيا الحالية أناظول، ليبيا الجزائر تونس والمغرب (بلاد المغرب) المملكة العربية السعودية (ارض الحجاز)، الاردن سوريا فلسطين بلاد الشام ، وكانت تونس تعرف بـ “أفريقية” أو “أفريكا” عند الرومانيين، لكن البلاد عرفت لاحقا باسمها الحالي تونس. وكذلك إيران أطلق عليها رسميا اسم إيران سنة 1935 بعد أن كانت تسمى “بلاد فارس”.
لكن كلمة جنوب الجزيرة العربية قديمة جداً(سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية) وكانت تستعمل للدلالة على أراضي هذه البلدان من دون أن تكون اسما رسميا كما هو عليه الوضع حاليا.
 اغلب البلدان العربية سميت رسمياً بعد خروج الاستعمار الاجنبي منها، واصبحت بلدان مستقلة. لهذا فالاسماء التي اطلقها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي كانت اسماء تاريخية اطلقت على جغرافيا واحدة هي الجنوب.

س: هناك من يطرح ضد القيادات الجنوبية السابقة ويعتبرهم “ديناصورات” عرقلوا مسيرة ووحدة الحراك الجنوبي في فترة هيجانه؟!


الغريب : هذا غير صحيح، وهذه الآراء معيبة بحق الجنوب وبحق من يتلاعب بهذه الالفاظ، وإن “الديناصورات” – كما يسموهم- هم الذين ناضلوا ضد بريطانيا وبنوا دولة الجنوب وحموا دولتنا واملاكها وثروتها رغم موقف الاغلبية الواعية الرافض لشكل النظام السياسي لتلك المرحلة.
وهذه الألفاظ غير السوية هي استمرارًا فى سياسة إشغال الرأى العام، ومحاولة الالتفاف على المطالب الوطنية المحقة فى وحدة الصف الجنوبي، والتى تنادى بها وتسعى من أجلها جماهير واسعة من الشعب الجنوبي، واذا استمرت فلن يزيد الأزمات إلا تفاقماً، والأوضاع تعقيداً، ويدفع بنا فى طريق المجهول.

Ad Space