”
ضمن أنشطة مركز يافع للدراسات أقيمت ندوة ضمن أنشطة المركز في رمضان . مع القيادي الفلسطيني د أبو الرجب علي
أولٱ/ يشرف صحيفة سما نيوز. أن تجري حوارها مع إحدى الشخصيات الفلسطينية التي عرفها الجنوب و أبناء الجنوب منذ عقود طويلة. و يحضى باحترام و تقدير كبير. من كل النخب الجنوبية. ..
أبو رجب بدأ الحديث ‘بشكر مركز يافع للدراسات والحوار ‘ هذا الاهتمام الكبير الذي لامسناه منذ افتتاح المجلس ..دلالة على عمق العلاقة التي تربط أبناء الأمة بالقضية الفلسطينبة. وهذا ليس مستغربٱ على الجنوبيين الذين استقبلونا ‘عند خروجنا من بيروت ‘ استقبال كبير من قبل كل القيادات العليا ممثلة بالرئيس علي ناصر محمد و علي عنتر و بقية الإخوة القيادات ” لقد أصبحنا من هذا البلد خمسين عاما قضيناها فيه . و بهذا فأنني أشعر بالفخر والاعتزاز بهذا البلد العزيز
ثم تحدث أبو رجب علي عن أحداث غزة ‘ و الوجع الدامي ‘ و ما تلحقه قوات الكيان الغاصب ‘ من تدمير و من إبادة يتصدر اهتمام العالم ‘
و حول السؤال .. هل يمكن أن تضعونا بالصورة حول الأوضاع الإنسانية في غزة .. رد قائلٱ : تشهد غزة والأراضي الفلسطينية وضعٱ إنسانيٱ خطيرٱ جدٱ جراء الاعتداءات الإسرائيلية ‘ الهمجية على شعبنا و خاصة في غزة
و أردف بالقول: نحن نتكلم عن مساحة جغرافية صغيرة جدٱ فيها كثافة سكانية مهولة هي الأكبر بالعالم ، وهذا الاعتداء الإجرامي تسبب في تدمير البنى التحتية ‘ و دمر المنازل و قتل الكثير ، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33175، غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي..
و أضاف : لهذا أقول أن الوضع الإنساني اليوم أصبح معروفا للعالم وأصبح العالم يدرك حجم وحشية الكيان الغاصب
ثم تحدث عن مراحل شهدتها المقاومة الفلسطينية منذ انطلاقتها إلى اليوم والمقارنة مابين المقاومة في الأمس والحاضر …
و بهذا الصدد قال : المقاومة بدأت مبكرة وأخذت أشكالٱ متعددة فمنذ نشأت كانت نتاج تهجير الفلسطينيين سنة 1948م عندما نَزَح أو طُرِد أكثر من 700,000 فلسطيني ، أي بما يعادل قُرابَة نصف سكان فلسطين العرب من بيوتهم خلال حرب فلسطين 1948م .. مشيرٱ إلى أنه.كان التهجير عَامِلًٱ مركزيًّا في تَشْتيت المجتمع الفلسطيني، و الاستيلاء على مُمْتَلَكَاته، وإبعاده عن أرضه، وهو ما يُعْرَف باسم النكبة التي تضمَّنَت تدمير ما يتراوح عن 400 إلى 600 قرية فلسطينية، بالإضافة إلى تَهْويد التاريخ الفلسطيني، كما أن مصطلح النكبة يشير أيضًا إلى الفترة التي تزيد مدتها عن مدة الحرب نفسها والاضطهاد الذي جاء بعد الحرب والمستمرّ حتى الوقت الحاضر ..
ثم بدات تشن 1956 – 1957 هجمات على إسرائيل من قواعد لهم في مصر وقطاع غزة بتشجيع مصري. .
ازدهرت المقاومة منذ حرب 1967، نتيجة الصحوة الوطنية والرغبة في الحفاظ على الهوية الفلسطينية من جهة، ومن جهة ثانية بسبب الاحتلال وضراوة القمع الإسرائيلي للفلسطينيين، فكانت المقاومة مسلحة، فضلاً عن المقاومة المدنية بأشكالها الشعبية المختلفة، وهي التي تبلورت بعد قيام منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وهكذا، برزت ظاهرة العمل الفدائي بصورة جلية، كأداة تسعى لإنجاز المهمات الوطنية وبناء الدولة الفلسطينية، ورغم تغير الظروف،
أدى الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 إلى مغادرة منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان إلى تونس ..
و تابع قائلٱ : تعرضت المقاومة الفلسطينية إلى مؤامرة جعلتها تغادر لبنان ‘ ..وكذلك تعرضت مقراتها في تونس إلى هجمات اسرائيلية لتبدأ مرحلة هجرة ثانية ..
إلى أن اندلعت شرارة الانتفاضة الأولى في 9 ديسمبر/كانون الأول 1987 والتي تطورت 1990 ، حيث شكلت حماس جناحها العسكري الحالي المسمى “كتائب عز الدين القسام” والتي أصبحت اليوم ‘ بهذه القوة حيث تطورت الأساليب وطورت الوسائل لتصبح اليوم قوة ، هناك تطور كبير ‘ نتيجة ‘ فكر عسكري ‘ جديد فأصبحت المقاومة الفلسطينية ‘ تبادر بالهجوم واستطاعت أن ‘ تحدث تغيرات كبيرة في ‘التكتيك العسكري والصناعة العسكرية ‘ بداية بصناعة الصواريخ وتطويرها والقذائف ‘ المضادة للدروع. والطائرات المسيرة ‘ والتي استطاعت أن تقهر أهم الصناعات العسكرية الصهيونية مثل ” مركابا ” والرادارات ‘ و الاستخبارات. التي عجزت عن ‘ رصد تحركات المقاومة إلى جانب بناء الانفاق ‘ العملاقة
لقد أدخلت المقاومة مفاهيم عسكرية جديدة مثل النقطة صفر ‘ وحرب الانفاق.
.هنا أقول إن المقاومة الفلسطينية ‘ قد بلغت المستوى الذي فيه ‘ أصبحت ندٱ قويٱ ‘ قادرٱ على إحداث ضربات موجعة للكيان الصهيوني ‘ فها نحن في الشهر السابع
ولازالت المقاومة مستمرة ،رغم كل الدعم الذي تتلقاه اسرائيل ….
وحول الخسائر : بين ما يتلقاه الفلسطينيون من خسائر وما يتلقاه العدو الصهيوني. ..
العدو الصهيوني أصبح اليوم ،، يدفع الثمن ‘ فرغم ما يحدثه من خسائر فادحة منذ زمن طويل أصبح اليوم يدفع الثمن فعدد القتلى
هناك تقارير تؤكد أن عدد القتلى الإسرائيليين ربما قد تجاوز 12 ألف قتيل وعدد الأسرى وخلال الهجوم، خُطف 253 شخصٱ ، ما زال 134 منهم رهائن لدى المقاومة إلى جانب النزوح الداخلي والخارجي .. إسرائيل تذوق لأول مرة طعم الخسارة.
وحول ما شهدته أغلب دول العالم من مظاهرات مطالبة بإيقاف الحرب وتعاطف شعبي عالمي بينما هناك مواقف عربية ضعيفة هل فعلا هناك خذلان إزاء مواقف الأنظمة العربية ‘
أبو رجب :لقد شاهدنا تلك المظاهرات في كل دول العالم وهذا كشف العالم حجم الإجرام الذي يواجهه شعبنا لقد اصبح العالم اليوم أكثر دراية ‘ ومع هذا لازالت كبرى الدول الغربية تدعم ‘ إسرائيل رغم رفض شعوبها ..وهذا أمر مهم ..و أما بالنسبة للمواقف العربية نحن ‘ لا نستطيع الحكم ‘ ولكن نعلم أن الشعوب العربية معنا
ثم تطرق إلى الجانب السياسي ما أحدثته المقاومة .
أوضح أبو رجب علي بأن المقاومة قد استطاعت أن ‘ تسقط ‘ أكذوبة الجيش الذي لايقهر ‘ و أسقطت صفقة القرن ‘ بل إنها جعلت الدول المندفعة للتطبيع ‘في موقف محرج .. لقد كان هناك خطأ فلسطبني ‘ وهو التوقيع على اتفاقية أوسلو، التي تم توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل وبين السلطة الفلسطينية ومنذ ذلك اليوم لم تنفذ منها إسرائيل شيئٱ مقابل ما قدمه الفلسطينيون
وحول التصريحات من بعض وسائل الإعلام هناك من يقول إن الحرب التي قامت بها حماس خطأ مارأيك في ذلك ؟
قال أبو رجب علي : نحن منذ زمن طويل إلى اليوم وكل يوم و إسرائيل تعتدي وتقتل ‘ أمام صمت العالم ‘ وما قامت به المقاومة كان أمرٱ طبيعيٱ ‘ أمام ما يفرضه الاحتلال على شعبنا من حصار ومن تعذيب وقتل بهدف إلى تهجيره عن أرضه ..