دور الإعلام الحقيقي في مواجهة الإعلام المتطفل

29 أكتوبر 2024آخر تحديث :
دور الإعلام الحقيقي في مواجهة الإعلام المتطفل
محمد محي الدين علي

في البداية أعتذر للقارئ الكريم إطالة المقال لكن في مضمونه الدر كامنُ ، ويشد انتباهك.

في بلاط صاحبة الجلالة:أن مهنة الإعلام لمن لا يعلم هي انتماء فى المقام الأول انتماء لحق الكلمة، ثم انتماء للحقيقة بمعنى أدق انه لا يجب ان نحيد عن تلك الحقيقة وان نسمو فوق توافه الأمور وان ننسى مصالحنا الشخصية ونحن نتصدى لقضية عامة. فبعض الذين يعدون أنفسهم فى عداد الكتاب الصحفيين وهم في الحقيقة خريجي الكتاتيب. فهؤلاء الضعفاء يستغلون قضايا الشارع لتحقيق مآربهم فقط وأغراض ممن يكتبون لهم، وكان حريا بهم أن يتركوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر..وكفى المؤمنين شر القتال.

أن الواقع يكذب بعض ممن ينتسبون للإعلام الذين يتحدثون عن الأهداف السامية، فهم يتجاهلون القامات العالية والانجازات والتاريخ المشرف، ولا يتحلون بالأخلاق المهنية ولا الأخلاق الحسنة مثل الصدق والأمانة ، وأشد ما أخشى ألا يحسب هؤلاء ليوم تشيع فيه الأخلاق السيئة مثل الكذب والخداع ، نذكرهم بقول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم «سيأتي على الناس سنوات خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: ومن الرويبضة يا رسول الله؟! قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» رواه أحمد.

لقد تناسي الدخلاء على مهنة الإعلام والكتابة أن للإعلام رسالة سامية، تتمثل في أن التثقيف والنهوض بالمواطن للتنوير رغم الظروف المعيشية والواقع المؤلم الذي نعيشه وما يقدمه من أخبار ورؤى وكتابات متوازنة ندرك تماماً أن المواطن يعاني والموظف يعاني والمسؤول لن يقل قدراً كاس المعاناة نظراً لصعوبات مركزية تواجهه ، فليس مهمة الإعلام تحريض المواطن ضد هذا أو ذاك وإشاعة الفوضي وتجاهل الانجازات وتعمد اصطياد الأخطاء ، فلهذا على من يفكر ان يكون كاتبا ان يراعي أولا وأخيرا أسس ومبادئ وأبجديات الإعلام، وأهمها عدم افتعال الفتنة، واقولها بالفم المليان للأسف – اين دور قادة الفكر والرأي ؟ هل أصبحوا عاجزين عن التأثير في مجريات الأمور وقضايا الوطن الحقيقية؟، خاصة اذا فقد القارئ ثقته فى الإعلام المزيف .

نعم مشكلتنا نحن معشر الإعلاميين تكمن فى ان مهنتنا الغالية والعزيزة على قلوبنا والمهنة التى رويناها بفكرنا وثقافتنا ضمت بعض التوافه من أدعياء الكتابة، و ان الصحافة لم تعد مهنة فكرية حرة ‏..وأصبحت مهنة مستباحة من بعض الجهلاء، الذين يريدون بلا وعي نتيجة جهلهم إشعال الدنيا نارا. لا ينشرون الا كذبا وإفكا دون التأكد من صحة ما يكتب او ما هو منقول.

ولعلي احذر هنا من خطورة هؤلاء الكتاب الجهلاء، فكذبهم مثل الفتنة الطائفية.. فهم يجنحون باتجاه التقليل من كفائة القيادة والشرفاء والمناضلين واي انجازات تنموية ملموسة رغم التحديات الصعبة ،لخدمة أغراض دنيئة لا تخدم إلا مصالحهم بغض النظر عن مصلحة الوطن .. والمشكلة تراهم يبتعدون عن أي ضوابط ملزمة تماشيا مع الفقه السياسي القائل «إن السياسة هي فن الممكن» .. ويقتبسون هذه المقولة لتكون الكتابة عندهم هي فن تحقيق المصالح والغايات بصرف النظر عن طبيعة الوسائل والمحددات .‏

ان رسالتي قد تصل او لا تصل الى هؤلاء، فهم لا يتعلمون ولا يقرأون، لانهم انتسبوا لمهنة الإعلام بالخطأ، لذا نراهم لا يثيرون سوى القضايا التى لا تفيد المجتمع ، ولا يتحلون بالأخلاق المهنية والأخلاق الحسنة والصدق والأمانة، وكل ما يهمهم هو إهدار شرف الكلمة والربح الهيٌن .

فعلى الإعلاميين الحقيقيين قيادة مسيرة الوعي والرقي لا يبقون آسرى للأقزام الذين يخدعون القراء ويدعون إنهم يتحدثون الصدق، وفي حقيقتهم لا ينشرون سوى كذبا وأباطيل وزيفا وإثارة للعداء والفتن يتعمدون تضليل القراء يتجاهلون حقيقة مؤكدة وهى ان من بين مكونات او معطيات الحراك السياسي لاي مجتمع، هو ان نتقبل الاخر حتى وإن لم نتوافق معه في بعض الجزيئيات. ولكن المشكلة تكمن هنا ان هذه الشريحة من الجهلة والجهلاء التي تتزايد فى مجال الإعلام، تضع نفسها بالخطأ تحت مسمى النخب الإعلامية، رغم تحليلاتهم الضعيفة وكتابتهم الوضيعة، لأنهم أدمنوا سياسة الهجوم..

اجزم أن رسالتي قد وصلت «واللي على راسة بطحة يتحسسها… ترى النار ماتسري إلا في الهشيم المهشم».

وللحديث بقية,,,,,