لكل قضية تحررية فاتورة باهظة الثمن يدفعها الشرفاء وكل احتلال يحمل بعض القيم إلا الاحتلال اليمني الذي تنصل من كل القيم والقوانين الدولية لحماية حرية وكرامة وإنسانية أبناء الجنوب فخلال عمر الوحدة اليمنية جرع الأمة الجنوبية أصناف العذاب والانتهاكات
فقد رصدنا للضابط عمار ناصر سالم علي بن يعقوب مقالاً بهذه المناسبة جاء فيه :
قبل عامين في الذكرى الرابعة عشر من أكتوبر يعود بي الزمن إلى تلك اللحظة التي تحولت فيها فرحة الاحتفال إلى كابوس لا ينسى ذكريات اعتقالي في ذكرى الرابع عشر من أكتوبر في جمهورية مصر العربيةفي العام 2022 وفي خضم الاحتفالات التي أقامتها الجالية الجنوبية في مصر بحديقة الحرية على ضفاف نهر النيل تحولت لحظات الفرح إلى كابوس حقيقي بالنسبة لي فعند خروجنا من الحديقة فوجئت بسيارتين تتبعان السفارة اليمنية ترافقهما سيارة مدنية تابعة للأمن الوطني المصري نزل من السيارة شخصان بملابس مدنية يحملان مسدسات وقاما باعتقالي أنا وثلاثة من أصدقائي بينما تم السماح لبقية الحضور بالمرور دون أي عائق كان الأمر أشبه بعملية استهداف محكمة
حيث تم استثنائي أنا وأصدقائي من بين الحشد الكبير وتم اقتيادنا إلى مركز شرطة قصر النيل حيث تم احتجازنا لمدة أربعة عشر يوماً تعرضنا للاستجواب المتكرر وطالبنا بمعرفة سبب اعتقالنا فتم إبلاغي بأنني مطلوب من قبل الأمن القومي اليمني بتهمة الإرهاب انظر إلى التهمة بكل برودة وبدون أي ضمير يرمون التهم جزافًا ورغم التحقيقات المكثفة لم يتم العثور على أي دليل يثبت صحة هذه التهمة الكيدية
وبعد أسبوع من التحقيقات تم ترحيل اثنين من زملائي بينما بقيت أنا وشخص آخر رهن الاحتجاز
أدركت لاحقاً أن السبب الحقيقي وراء اعتقالي هو رفع الأعلام الجنوبية في الحفل وهو ما أثار حفيظة السفارة اليمنية التي قدمت بلاغاً كيدياً ضدي بتهمة الإرهاب
وبعد أن تأكدت السلطات المصرية من عدم وجود أي دليل على تورطي في أي أعمال إرهابية طلبت السفارة اليمنية ترحيلي إلى سيئون حيث يسيطر الحزب الإصلاح رفضت السلطات المصرية هذا الطلب ووفرت لي خيار الترحيل إلى عدن على نفقتي الخاصة وبهذا تم ترحيلي إلى عدن تاركاً ورائي حلم الدراسة في روسيا والذي كان على وشك أن يتحقق وكان موعد رحلتي من مطار القاهرة إلى العاصمة الروسية موسكو يفصلنا ثلاثة أسابيع من تاريخ اعتقالي. كما أخبرني الضباط المصريون في مطار القاهرة بأنهم قاموا رسميًا بإدراج اسمي على القائمة السوداء المصرية مما يعني منع دخولي إلى البلاد بشكل دائم دون تحديد فترة زمنية. لقد كانت تلك التجربة مأساوية، وأدت إلى تأخر كبير في مسيرتي المهنية. ولكنني أعتز بأنني دفعت الثمن من أجل قضيتي، وأنا مستعد لتقديم أي تضحية من أجل الوطن. ختامًا، أود أن أوجه رسالة شكر إلى كل من وقف بجانبي خلال تلك المحنة الصعبة، وأؤكد على تمسكي بقضية الجنوب العادلة
هكذا كما عرفناهم أسرة ولادة بالشرفاء الثابتين على خط المواجهة ومع المشروع الوطني الجنوبي