عمود رأي: رمز الثورة الجنوبية.. شهادة وفاء للمناضل محمود أبو أصيل الكربي

7 نوفمبر 2025آخر تحديث :
عمود رأي: رمز الثورة الجنوبية.. شهادة وفاء للمناضل محمود أبو أصيل الكربي

كتب/ غازي النقيب


تمر قضية الجنوب الأبية بمنعطفات تاريخية عصيبة، مستغرقة في دروب مليئة بالتحديات الجسام والصعاب الكؤود، التي واجهت شعبنا الأبي في سبيل انتزاع حريته واستقلاله المسلوب. وفي خضم هذه الأجواء المشحونة، وتحت وطأة الضغوطات والتهديدات الممنهجة التي استهدفت سواعد رجال الأعمال الجنوبيين، بقي بعضهم رواسي شامخة، راسخ الإيمان بعدالة قضية شعبه وعظيم الأمل في بلوغ الغاية.

أبو أصيل: تضحية فوق مستوى المخاطر

في هذا السياق الوطني المشهود، يتعاظم وهج دور المناضل الجسور، محمود أحمد ناجي الكربي، “أبو أصيل”. هذا الرجل الذي لم يتردد لحظة في دعم ثورة الجنوب مالياً وعسكرياً، متخطياً بذلك كل الأسلاك الشائكة والمخاطر المحدقة التي كانت تتهدد كيانه ومصالحه.
أبو أصيل ليس مجرد داعم، بل هو قيمة أخلاقية وإنسانية عليا؛ إنه شخصية اجتماعية مرموقة ورجل خير لا يُضاهى، سخّر كل ما يملك وكل ما يستطيع لدعم قضية الثورة، متحدياً بذلك الأيام الأولى القاسية التي اتسمت بقلة الموارد وعظيم الاحتياج.
لقد بذل الرجل الكثير، بل ووضع نفسه فداءً ومهراً للثورة الجنوبية، مقدماً نموذجاً نادراً في الإيثار. ولكن، ومما يُدمي القلب ويجرح الوجدان، أنه قد تعرض للتهميش والإقصاء اللذين لا يليقان بحجم تضحياته.

صمود العظيم في وجه الجحود

ظل أبو أصيل، بصفته وشخصيته العظيمة، وبخيره الذي لا ينقطع، سنداً ثابتاً وداعماً أميناً لقضية الثورة، ولم ينل الشك أو التردد من عزيمته، بل ظل مؤمناً راسخاً بحتمية نصر شعب الجنوب وعدالة قضيته التي دفع الغالي والنفيس لأجلها.
من هذا المنبر، أتقدم ببالغ الفخر وعميق الاحترام والتبجيل إلى القائد والمناضل الصنديد محمود أبو أصيل الكربي، وأخاطبه بكلمات صادقة تنبع من صميم الوجدان: أنت قامة وطنية باسقة، وقد قدمت للثورة الجنوبية ما يعجز عنه القول، ونحن مفخرة بهذا الوطن المعطاء الذي أنجب أمثالك من الأوفياء.
مطلب وطني: إعادة الاعتبار

إن التغاضي عن فضل ومكانة المناضل محمود أبو أصيل الكربي هو ظلم عظيم يتجاوز حدود الشخص ليصبح نكراً للجميل يُلقي بظلاله على تاريخ الثورة. لذا، وجب علينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً، مطالبين بإنصافه واسترداد حقه المشروع في التكريم اللائق والاعتراف الصريح. إنه رجل يستحق أن يُرفع رأسه بالتقدير ويُعانق بالاحترام.
إن المناضل محمود أبو أصيل الكربي هو رمزٌ متقد للثورة الجنوبية ودرة تاج التضحية، ومن واجبنا الوطني والأخلاقي أن نُصون إرثه ونمضي قدماً على درب مبادئه السامية.