من المعلوم أن المنظومة لأي بلد في العالم تعد الركيزة الأساسية لكافة الجوانب الحياتية والتنموية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية، وإي اختلال لهذه المنظومة تختل معها كل الموازين المرتكزة عليها، فاهتمت الدول بوضع السياسات والخطط العامة لهذه المنظومة وتأهيل كوادرها تأهيلاً عالياً أخلاقياً ونفسياً ومهنياً لتأدية المهام المناطة بهم بحرفية تامة بما يضمن للبلاد الأمن والأستقرار والسكينة العامة وحماية الحقوق والحريات الشخصية والعامة وتنفيذ القوانين.
إن المتأمل اليوم ليما يجري في بلادنا من فوضى وانهيار قيمي وأخلاقي ووظيفي في كافة مؤسسات الدولة وانعكاس ذلك على الحياة العامة إنما هو نتيجة طبيعية للاختلالات الخطيرة التي تشهدها المنظومة الأمنية.
اصبح اليوم البعض من القيادات الأمنية في بلادنا يمارسون البلطجة وعمليات الأجرام بل واصبحوا يمثلون أكبر خطر على أمن البلاد وإقلاق ألسكينة العامة ونهب حقوق المواطنين وانتهاك كرامتهم والبسط على الممتلكات العامة والخاصة، واستغلال وظائفهم بابشع الطرق حتى أثروا ثراءً فاحشاً، وتحولوا إلى وحوش ضارية لم يردعهم أي رادع.
لقد تسلق البعض من القادة العسكرين والأمنين إلى مناصبهم على جماجم وأنهار من دماء الشهداء الذين ضحوا بارواحهم من أجل كرامة وعزة الشعب الجنوبي.. دون أن يمتلك هؤلاء القادة أبسط المعايير والمؤهلات العسكرية والأمنية، فتجبروا لفرض سلطاتهم ونفوذهم وتبلطجوا على الناس ضاربين بالأنظمة والقوانين عرض الحائط، فقتلوا ونهبوا وبسطوا وسلبوا وهتكوا الأعراض ودنسوا شرف المهنة بحماية مراكز الفساد في أعلى هرم المنظومة الأمنية والعسكرية والسلطة.
أننا اليوم نصرخ بوجه قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي أن ضعوا حداً لهؤلاء القادة وفعلوا مبدأ الثواب والعقاب ليرتدع كل من يسيئ لشرف المهنة، واعملوا على هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتأهيل قادتها وعناصرها مهنياً وإخلاقياً واعيدوا القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية المؤهلية إلى الخدمة بما يجعل الأجهزة الأمنية والعسكرية مؤهلة للقيام بمهامها تجاه الوطن والمواطن على أكمل وجه إجلالاً للتضحيات التي قدمها الشعب الجنوبي وحفاظاً على مكانة وشعبية المجلس الإنتقالي التي يسيئ إليها الكثير من قيادات تلك الأجهزة بسلوكياتهم ومماراساتهم التي يدينها ويرفضها كل الشرفاء.





















