سما نيوز

مساواة ..

مساواة ..
ريم محمد درويش

 

ولدتُ في عائلة ترى أن الفتاة إهانة، وأنَّ الأبن فخر،
له مكانتهُ الخاصة، ووضعهُ الخاص، ومعاملاتهُ الخاصة، ومحبتهُ الخاصة،
لا توجد مساواة مطلقاً لا في الحقوق ولا في التربية.
قتلوا حقوقي الواحدة تلو الأُخرى،
أجبروني على عدم إكمال دراستي،
دمروا أحلامي، جعلوها هباءً منثورا قبل أن تلِدَ بعد.
أُريدُ أن أصرخ
أين أنا من هذه الحياة؟
ماذا هي هويتي؟
لماذا أنا موجوده الأن؟
أُريدُ أن أعيش؟
لا لِأُحبس بين أربعةِ حيطان،
لا لِأُهان ويُعاملونني وكأنني عار؟.

ومع كل هذا أتساءل عن سبب وجودي،
هل تم انجابي فقط لقتل كينونتي الحقيقية؟
هل الهدف الوحيد هو تسليمي لرجل آخر ” زوج ” يُكمل مسيرة أسرتي، ومن ثمَّ يُعانون أطفالي مستقبلاً أيضاً؟

حينها ثارَ كل ما بداخلي، لقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة وقال: النساء شقائق الرجال.،
بل وللرجال علينا درجة تكريماً لنا، بالمسؤلية والرعاية والأهتمام، الم يقل صلى الله عليه وسلم: رفقاً بالقوارير.
أين هم من كل هذا ؟
بل أين هم من قوله تعالى: “إن أكرمكم عند الله اتقاكم”؟
لم يكن التمييز بين جنس وجنس،
بل كانَ بتُقى القلب.
وحينها علمت أن لن يُنقذني أحد سوى ذاتي، فقررتُ أن أُحارب،
قد تكون الأبنة عار لأُسرتها، ولكن قد يكون الأبن مليون عار أيضاً لأُسرته ،،
لا فرق، لا فرق أبداً إن لم تكن التربية صحيحة .
أحببتُ مقوله لأحد الأباء يقول:
من قال أن الفتاة عار؟
٩٩ من الفتيات ليست بعار، وواحدة هي العار،
و٩٩ من الأبناء عار، وواحد فقط ليس بعار .
لهذا فقط أحسنوا التربية، أحسنوا التربية، أحسنوا التربية،
*للجنسين بلا تمييز.*
بل أُريدُ أن أُذكركَ شي أيُها الأب، للفتاة ميزة إن احسنتَ تربيتها كُنتَ من أهل الجنة.

هل أغادرهم لأعيش إذن؟
أُريدُ حقوقي وأحلامي الموؤدة، لن أسمح لأحد أن يهدمها فوقي .
حاربت، تألمت،
كسرت القيود،
حطمت الأعمدة،
أكتسبت قوتي من الله ثم ذاتي،
تغلبت على مخاوفي التي واجهتني، كنتُ مستعدةً لكلِ شيء،
وها أنا اليوم أصبحت ملكة على عرشي الذي بنيته بنفسي، ولم أسمح لأي شيء بأن يقف أمام طريق أحلامي .
ولطالما كان حلمي هو الأهم لا شيء آخر .
وها أنا الآن أم لطفلتين وطفلين، يعيشون حقوقهم كاملة، لا فرق بينهم، مع الحفاظ على الفوارق التي ميز الله كل جنس بها،
وتعالوا سأُخبركم بسر ،،
عائلتي التي كانت تعتقد بأني عار، هي الآن فخورة بي جداً.

*إذن عليك إتخاد القرار،*
*لأجل ماذا ستُحارب؟؟*

ريم محمد درويش.