لاشك بأن العالم أجمع يعلم بأن القضية الوطنية الجنوبية قضية وطن وشعب عادلة تقر بعدالتها كافة الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، يناضل في سبيلها منذ ثلاثه عقود، بعد تحويل الوحدة الطوعية بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، إلى احتلال، بعد اجتياح الجنوب عسكرياً في صيف ٩٤م، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم قدم شعب الجنوب أكثرمن مائةوعشرون الف شهيدوجريح، ولازال يقدم عشرات الشهداء والجرحى شبه يومياً.. ليعلم من يحاولون تصويرها بأنها وليدة اللحظة أو من إفرازات الحرب الدائرة منذ ٢٠١٥م.
والمحاولات المستمرة لإنتاج الحلول الترقيعية لها، تارة تحت مسمى اتفاقات الشراكة مع أطراف منظومة الاحتلال والفساد اليمني ، وأخرى ما تجري محاولات انتاجها حالياً، ومنها الاستفتاء كحل بديل للحلول السابقة الفاشلة، التي أساساً جميعها لا تعالج جذر المشكلة الأساسي، ولا تستند إلى القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية، ولا وفق المعطيات الواقعة على الأرض التي افرزتها جميع مراحل الحرب منذ بدايتها، وهو واقع الدولتين شمال وجنوب، وهذا ما يزيد الأوضاع الا تعقيداً، ويهيئ لحرب أكثر اتساعاً وشراستاً، وطويلة الأمد ستحصد ضعف ضحايا ما حصدته هذه الحرب خلال ال 8 سنوات ، وستضاعف معاناة الشعبين الشمالي والجنوبي على حدً سواء،وفي نهاية المطاف لن يكن هناك حل آخر الا بعودة وضع الدولتين إلى ما قبل ٢١ مايو ٩٠م، ووفق القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية،التي تنص العديد من موادها القانونية على منح الحق بعودة الشخصية الاعتبارية لدولة الجنوب منها المادة 61 من القانون الدولي (البند الثالث) الذي ينص على التالي :
إذا اندلعت حرب أهلية بين الشعبين بسبب الوحدة،
تعتبر اتفاقية الوحدة بين البلدين لاغية من أمام مجلس الأمن الدولي، وتعاد الدولتان إلى شخصيتيهما الاعتباريتان المتعارف عليهما كما كانتا قبل اتفاقية الوحدة.
إضافة إلى المقومات والمبررات الأخرى المسنودة بقوة الحق والقانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية،التي تمنح الحق لشعب الجنوب بالسيادة على أرضه، وإدارتها والتصرف بثرواتها ومواردها.
فشعب الجنوب قالها بصريح العبارة، ومنذ بداية المرحلة السلمية لثورته الوطنية التحررية، ولا زال يكررها، لن يقبل بانصاف الحلول، ولا بعملية الاستفتاء التي لا تنطبق على وضع دولته الاعتباري وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة أساساً ، ويدرك في الوقت نفسه بأن الهدف من الاستفتاء جرجرة القيادة الجنوبية للاعتراف بأن الجنوب جزء من الدولة اليمنية إذا ما قبلت به، وهو ما يخططون ويعدون لإفشاله بمختلف الطرق والوسائل، منها عملية التغيير الديمغرافي من خلال توطين أكثر من نصف سكان الشمال في مدن المحافظات الجنوبية الذين أصبحوا أكثر من سكان الجنوب،وهو ما يؤكد لهم كسب نتائج الاستفتاء لصالحهم وبالتالي يتم دفن القضية الوطنية الجنوبية إلى الأبد.
وهو الأمر الذي ننبه إليه قيادتنا السياسية بعدم القبول بهذا الحل تحت أي مبررات أو ضغوطات، وشعب الجنوب على استعداد لمواجهة المؤامرات والتحديات، وافشالها، ومواصلة نضاله حتى تحقيق هدفه المنشود المتمثل باستعادة دولته الجنوبية المستقلة على كامل ترابها الوطني، ومهما كلفه ذلك من ثمن.
وستنتصر الإرادة الجنوبية وستعود دولة الجنوب شاء من شاء، وأبى من أبى، مهما كانت المؤامرات والعراقيل والخيانات والخذلان، ومهما تكالب الأعداء.. والله ينصر الحق ويزهق الباطل ولو بعد حين .
عبدالحكيم الدهشلي
11 أبريل 2023 م