استعرض منتدى القارة التربوي تاريخ 25 مارس 2023م السيرة الذاتية للأستاذ القدير ناصر حسين عاطف حيدرة الطالبي وتم نشرها في عدداً من الصحف والمواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت تفاعلاً كبيراً بين اوساط طلابه وزملاءه والمواطنين، فتواترت التعليقات والمداخلات من قبل العديد من زملاءه، ونستعرض في هذا التقرير العديد من المداخلات وبعض التعليقات التي قُدمت في منتدى القارة التربوي على النحو التالي:
*محب لعمله ولزملاءه*
بدأ المداخلات الأستاذ محمد حيدرة سالم الفقيه بمداخلة مختصرة هذا نصها:
«الأستاذ القدير ناصر حسين الطالبي زميل الدراسة والعمل التربوي. تتلمذنا معاً أيام الدراسة الابتدائية في مدرسة المقيصرة سرار وهي أقدم مدرسة ابتدائية في المديرية الغربية يافع.
كان الأستاذ ناصر بديهي النكتة وذو أخلاق فاضلة. تنقل في عدد من مدارس رصد وسرار وكان ملتزماً بالحضور اليومي سيراً على الأقدام لمسافات طويلة لعدم توفر في ذلك الوقت المواصلات إلى قمم الجبال مثل الخشناء وعمران وقسم الشعب وبقية المناطق، وكان المدرسين يذهبون إلى مدارسهم في المنطقة صباحاً ولم يفرطوا بيوم من دوامهم إلا بعذر شرعي، وكان الأستاذ ناصر محب لعمله ولزملاءه، واستمر في مهنة التعليم حتى أكمل الخدمة.
تحياتي للأستاذ طاهر وكل المعلقين.»
*دائم القلق على الطلاب وعلى مستقبلهم*
وقدم الأستاذ أحمد عبد عبدالله مداخلة عددَ فيها بعض الخصال والصفات التي تميز بها الأستاذ ناصر حسين، وتحدث عن الظروف الصعبة التي كان يعيشها وعزة نفسه التي يتصف بها، وجاء في مداخلته:
«أخي وزميلي الأستاذ ناصر حسين عاطف زميل الدراسة والعمل في مجال التربية والتعليم، فقد تم تعيينا سوياً في العام 1976/1975م في مدرسة وسطي شعب العرمي، وفي عام 1977م انتقلنا إلى مدرسة الصعيد ..
استمر الأستاذ ناصر في عمله في الميدان 35 عام تنقل خلالها في عدة مدراس حسب حاجة المدارس وأوامر إدارات التربية.
الأستاذ ناصر من المعلمين الأفاضل يمتاز بالالتزام للدوام المدرسي مخلصاً نشيطاً.. تحلى بالأخلاق الحسنة، فكل من عايشه أحبه لطيبة قلبه وحسن تعامله وتواضعه، وكان دائما قلق على الطلاب وعلى مستقبلهم، وكان شديد الحرص على تأدية الواجب بالرغم من ظروفه المادية الصعبة، وهو عزيز النفس يعيش حياة كريمة، ولم تثنيه ظروفه عن مواصلة عمله بكل جد وإخلاص، وكان يقول لعل بإخلاصنا للعمل يوفقنا الله بأولادنا.
أذكر أحد الأيام كنت مع الأستاذ ناصر في رصد، وقال: أبقى الأستاذ أحمد عوض مدير مكتب التربية أن يعطيني 10 يوم إجازة لأنها عندي ظرف، وعندما قابلنا الأستاذ أحمد اسقبلنا ببشاشة وترحاب وبتلك الابتسامة الطيبة المعهودة، وقال لنا: تفضلوا
قال الأستاذ ناصر: عندي ظرف أبقى 10 يوم إجازة، فكان رد الأستاذ أحمد: يا أستاذ ناصر 10 يوم كثير ممكن نعطيك 3 أو 4 يوم.
قال الأستاذ ناصر باسلوبه الفكاهي: يا أستاذ أحمد تجمل معي شف بانتقاعد وما أحد يعرفنا وباتدخل إدرة التربية تجد ناس آخرين باتقول لهم أنا الأستاذ أحمد عوض كنت مدير التربية، ويردوا عليك والله ما نعرفك بس سمعنا بك، فضحك الأستاذ أحمد واعطاه الإجازة التي طلب. الشاهد أنه كان حرص واهتمام واحترام وتقدير للمعلم.
المقام يطول في ذكر مناقب الأستاذ ناصر، فبرغم الظروف الصعبة لكن القناعة التي تحلى بها كانت أفضل كنز عنده. اسأل الله أن يمده في عمره ويرزقه الصحة والعافية.»
*يمتلك روح التعاون والنشاط والصبر*
وقدم الأستاذ علي خضر ناصر مدير مكتب التربية السابق في مديرية سرار مداخلة موجزة هذا نصها:
«الأستاذ ناصر حسين زميل عمل في مدرسة الخشناء لمدة ثلاثة أعوام من 1991م إلى عام 1994م. وجدت فيه روح التعاون والنشاط وكان يمشي مسافات طويلة من العلاة إلى الجبل ويتميز بالصبر والنشاط وكان يدرس تلاميذ الصف الأول بكل جد ونشاط واستمر في العمل في مدرسة الخشناء أكثر من عشرين عام، وهو صاحب فكاهة، وكان دائماً يسأل عن وضع البلاد هل ممكن أن يتحسن؟، وبالرغم من كبر سنه إلا أنه استمر في التدريس إلى آخر يوم من خدمته حتى تقاعد.
الأستاذ ناصر من المعلمين المحبوبين على مستوى مدريتي سرار ورصد وله أقوال فكاهية منها ربط الدرس بالواقع.»
*عزيز النفس والهم الوطني أكبر همومه*
وشارك الأستاذ علي شيخ حسين العمري بمداخلة استعرض فيها الدور الوطني للأستاذ ناصر حسين في مجال عمله وتفاعله مع القضايا الوطنية، وتحدث عن الظروف المعيشية الصعبة التي كان يعيشها وعزة نفسه وعدم البوح أو الحديث عن تلك الظروف، وجاء في مداخلته:
«الله يحفظ الأستاذ ناصر حسين ويطول بعمره خدم الوطن في مجال عمله، فقد أحبه طلابه وزملاءه المعلمين.. يمتاز بالتواضع في حياته ومع زملاءه وتلاميذه.
لم ينال الأستاذ ناصر ما يستحق من التقدير برغم البذل والعطاء الذي قدمه لوطنه في مجال التربية والتعليم، فظروفه المعيشية الصعبة لم تسمح له السفر للعلاج في الخارج واضطر إلى إستأصال أحد كليتيه بينما آخرون لم يقدموا شيئ يذكر للوطن أمام ما قدم الأستاذ ناصر إلا أنهم يتنعمون بخيرات الوطن، ونقولها بكل صراحة أنها لا توجد عدالة في الوظيفة العامة من حيث منح الدرجات والوظيفية والمكافاءات فتجد معلم أفنى عمره في خدمة الوطن وأحيل إلى التقاعد براتب زهيد لا يغطي أبسط احتياجاته الضرورية بينما تجد آخرين أتوا بقدرة قادر وباسم القرار السياسي اصبحوا يستلمون آلاف الدولارات.
بالرغم من الظروف الصعبة التي عاشها الأستاذ ناصر طوال فترة عمله إلا أنه يتمتع بعزة النفس.. لا يشكي على أحد عن ظروفه.
عاش فترة حياته العملية وكل همه الوطن وتعليم هذا الجيل حيث شعر بعد الوحدة أن الوضع يسير للأسواء وهو ما توقعه بوقت مبكر.
يتمتع الأستاذ ناصر بالحس الوطني، والقضايا الوطنية أكبر همه ويتفاعل ويتألم من الظروف التي يعاني منها الشعب، وهمه الأول والأخير الوطن وإنتمائه للشعب الجنوب.
حفظ الله الأستاذ ناصر حسين عاطف الطالبي أبو عمار، ونسأل الله له طول العمر ويحفظ له أولاده وأسرته.»
*مكافح ومبدع في تحليل المشكلات وإسقاطاته الرائعة على الواقع*
وقدم الأستاذ أحمد عوض علي الوجيه مدير مكتب التربية السابق مداخلة هامة عدد فيها الكثير من مناقب الأستاذ ناصر حسين، وتعد هذه المداخلة المتميزة شهادة تاريخية من هامة تربوية كبيرة بحجم الأستاذ أحمد عوض الوجيه تثري سيرة الأستاذ ناصر وتعطيه حقه في الإشادة والتقدير نظير ما قدم من جهود في تأدية رسالته التربوية والتعليمية بكل أمانة وإخلاص وهذا نص المداخلة:
« وقفت على السيرة الذاتية لزميلي وأخي الأستاذ والمربي الفاضل ناصر حسين عاطف الطالبي أبو عمار فوجدت نفسي واقفاً أمام شخصية تربوية لها مكانة خاصة ومتميزة تجرني للحديث ولو باليسير لأننا لن نف بإثراء سيرته الذاتية وبحقه من الإشادة والتقدير والاحترام لهذه الهامة التربوية التي سطرت بإخلاص وتفاني منقطع النظير أروع مثال للمعلم المثالي والنموذج الناجح في حمل أمانة التدريس ودوره الاستثنائي في حل مشكلة نقص المعلمين وعمله في أكثر من مدرسة على مستوى مديريات يافع رصد وسباح وسرار. لقد عمل في ظروف بالغة الصعوبة من حيث تدريس أكثر من مادة دراسية ولعدة صفوف وفي أكثر من مدرسة.
كان يضرب بالأستاذ ناصر حسين المثل في الجد والاجتهاد وحسن تأدية مهامه وواجباته التدريسية، وكان الإنسان المبدع في تحليل المشكلات استناداً إلى نظرته واسقاطاته الواقعية سواءً في إطار مهمة عمله كمدرس أو كإنسان صنعته الظروف لتجعل منه إنسان مكافح في المدرسة أو إعالة الأسرة أو تنفيذ مهام العمل الاجتماعي في الأحياء والمناطق السكنية التي عمل فيها.
لأستاذنا العزيز الكثير من الحكايات في أمور العمل والحياة تعكس مدى استيعابه وألمامه في تحليل وعرض المشكلات ورؤيته لكيفية حلها من وأقع تجربته التي اكتسبها وخبراته ومهاراته التي ارتبطت بمهام عمله وبالواقع الذي عاشه خلال مراحل حياته المختلفة.
لقد استفدنا من بعض صفاته في نظرته للحياة ورحابة صدره وإخلاصه وأخلاقه وعلاقاته في مجال عمله ومع المجتمع المحيط، وكان ممن يشهد له في توصيل أفكاره عن طريق الأمثلة والحوار المستندة لتجارب الواقع المعاش وباسلوب سهل وبسيط وخير مثال على ذلك مقولته المشهورة التي دونت في صفحات التداول بين عامة الناس عندما كان معلماً في مدرسة الشعب بمنطقة السعدي بقوله للموجه الفني أثناء المعاينة الصفية له« إذا تريدوننا أن نربط الدرس بالواقع عليكم ربط العلاوة بالراتب»، وقس على ذلك في ظروف معيشة المعلم حالياً الذي ينطبق عليها هذا المثل الشهير لأستاذنا القدير أطال الله في عمره.
أن من الأهمية الإشادة بمناقب هذه الشخصية حتى وأن عاتبنا البعض وهذا لا يهم، فقد ربطتنا علاقات متميزة بأستاذنا الفاضل وكنا على تواصل دائم ولقاءات مستمرة أثناء فترة العمل ونكن له التقدير والاحترام ونتمنى له كل الخير، وهذه ألتفاتة طيبة من قبل منتدانا التربوي وأخواني وزملائي في إدارة المنتدى باعتماد عرض السيرة الذاتية لأحد الشخصيات التربوية التي تركت بعملها وعلاقاتها بصمات يسجلها التاريخ لدى طلابه وزملاءه المعلمين والتربويين وكل من عايشه وعمل معه.
شكراً لمن ساهم بإعداد سيرته الذاتية وفي مقدمتهم زميلنا الأستاذ طاهر حنش وأبن الأستاذ ناصر حسين والأخوة في إدارة المنتدى، ونأمل أن يحظى نشطاء المعلمين والتربويين بمزيداً من الإهتمام والرعاية، ونطالب بإعادة النظر في تسوية وتقييم وضع الأستاذ القدير ناصر حسين عاطف وزملاءه من الرعيل الأول ورفع درجاتهم ورواتبهم للمكانة التي يستحقونها.
وفي الأخير أتمنى لك أستاذنا الفاضل وبهذا الشهر المبارك الصحة والسعادة ومديد العمر ويحفظكم الرحمن أينما كنتم ويمنحكم خيري الدنيا والآخرة يارب، وأن يختم بالصالحات أعمالنا»
*واحد من رجال المهمات الصعبة*
وشارك الأستاذ عيدروس هادي أحمد مدير الإشراف التربوي السابق بمداخلة وصف من خلالها الأستاذ ناصر حسين بأحد رجال المهمات الصعبة في مرفق التربية والتعليم لما لعب من دور في تنفيذ المهام التربوية والتعليمية في أكثر من مدرسة ذات الظروف القاسية، وهذا ما جاء في المداخلة:
«الأستاذ ناصر حسين عاطف من المعلمين الذين سخّروا جُل طاقاتهم وإمكاناتهم في سبيل تربية وتعليم النشئ وهو واحداً من رجال المهمات الصعبة في هذا المجال كون العمل في المدارس البعيدة عن نطاق السكن كانت المعاناة فيها قاسية جداً ومع ذلك فقد كان هؤلاء المعلمين يؤدون رسالتهم التربوية والتعليمية بالشكل المطلوب وفقاً لإمكانياتهم وخبراتهم ليس ذلك فحسب بل أن لهم أسهاماً ونشاطاً في مجال محو الأمية ومنظمات المجتمع المدني، وذلك يعد مشاركة في القضاء على التخلف الذي عانى منه مجتمعنا قرون طويلة.
تميز الأستاذ ناصر حسين عن بقية زملاءه المعلمين بميزة النكتة الهادفة كما تمت الإشارة اليها في سيرته الذاتية، فعند ما طرح عليه الموجه الفني بأنه لم يربط الدرس بالواقع كان رده سريعاً وبدون تفكير عميق سأربط الدرس بالواقع عند ما تربط العلاوة بالراتب، وكذلك عندما أسند اليه مدير مدرسة الشعب بأن يتولى مهام المربي للصف الأول الذي عدد تلاميذه 99 تلميذاً فرد عليه بأنه لا يقبل أن يكون مربياً لهذا الصف إلا إذا بلغ عدد تلاميذه 100 تلميذ، فقال له المدير من أين آتي لك بتلميذ أوفي فيه العدد المطلوب؟ وكان رده عبارة عن نكتة طريفة أيضا حيث قال: أعد أحد تلاميذ الصف الثاني إلى الصف الأول.
بالرغم أنه لم يحالفني الحظ بالجلوس مع الأستاذ ناصر حسين عن قرب لفترة طويلة حتى استطيع خلالها معرفة مزاياه وسلوكه إلا أن اللقاءات العابرة والسريعة وأسلوبه بالحديث وابتسامته الدائمة كونت لدي انطباع إيجابي عنه، وقد تألمت كثيراً عندما عرفت أنه فقد إحدى كليتيه.
وختاماً لا يسعني إلا أن أدعو الله العلي القدير أن يمن عليه بالصحة والعافية وطول العمر، وشكراً للأستاذ طاهر حنش وكل من قدم له المعلومات اللازمة لإخراج السير الذاتية للمعلمين.»
*عندما يزرع المعلم ورداً ويجني أشواك*
وقدم الأستاذ صالح شيخ سالم مداخلة أدبية رائعة استخدم فيها الكثير من الصور البلاغية التي تشد إنتباه القارى وتخاطب الوجدان وتجعل العقل يتصور المواقف والمعاناة التي كان يقاسيها الأستاذ ناصر، وهذا الأسلوب له الأثر البالغ في توصيل الرسائل الأفكار بمهارة عالية وبواقعية واحترافية، وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي هذه المداخلة التي تناولت الكثير من السجايا والصفات الحميدة والمتميزة التي ارتبطت بشخصية الأستاذ ناصر، وطالب تكريمه على عدة مستويات، وهذا نص المداخلة:
«بإطلالة هذا الوجه الشاحب شكلاً والمشرق مضموناً، فالوجوه دائماً مرآة القلوب وإنعكاس لما تكتنفه النفوس، فهذا المعلم الطيب القلب والنفس والهادئ الطبع.. دمث الأخلاق.. واسع الصدر.. كثير الصبر.. شديد المعاناة.. قليل الظهور، وكثيف النشاط والعطاء.. يزرع بذور الخير في كل مكان تطأ فيه أقدامه.. لا يكل ولا يمل ولا يأن ولا يعلن ألمه وتوجعه لأحد فلربما تألمت الصخور والجبال من وطأة وحركة أقدامه عليها ذهاباً وإياباً طلوعاً ونزولاً وهو يكتم كل تلك الآلام ويستبدلها بالآمال التي أطفأ شموعها المتجاهلون لحقيقة جهوده ولا يشعرون بألمه ومعاناته ومن أمثال الأستاذ ناصر الكثير.
جمعتني بالأستاذ ناصر فرصة اللقاء لمدة عام دراسي كامل في مدرسة الشعب بمنطقة السعدي حيث كان ياتي إلى المدرسة سيراً على الأقدام عبر طريق جار كل يوم سبت قادماً من سرار عاكساً لحركة سير المركبات التي كانت تذهب كل صباح إلى رصد وخاصة يوم السبت ولم ينله من هذه المركبات إلا الغبار وتنفس عوادم السيارات ونظرة الركاب الذين يمتطون تلك السيارات المشفقة على هذا المعلم المكافح، ويتكرر ذلك الموقف كل يوم خميس عند ذهاب الأستاذ ناصر لقضاء إجازة الأسبوع في منطقته بسرار.
ياترى أي إجازة يقضيها وقد نفذ وقت إجازته في الحركة الدؤوبة بين سرار والسعدي والعكس؟ !
وياترى كم من الساعات بقيت له ليقضيها مع أهله وأولاده في منطقته؟ !
أحسبوها بدقة لو تكرمتم أيها الزملاء وأعطوني النتيجة !
يفترض أن تخط السيرة الذاتية لهذا المعلم والجندي التربوي المجهول باحرف تتناسب مع عدد خطاه والتي ترفع له كل خطوة من خطاه صدقة والأخرى تضع عنه خطيئة، ويستحيل أن تتضمن سيرته الذاتية حجم معاناته، والذي يفترض أن نضع كل تلك الجهود التي بذلها ذلك المعلم وحجم معاناته ليصل إلى موقع عمله ليؤدي أنبل مهمة وهي مهنة التدريس في كفة وما سيحصل عليه من تكريم في كفة.
فيا ترى هل نكون عادلين؟، فالعدل معيار شرعي وعرفي وقانوني وإنساني لنوفيه حقه الذي يتناسب طردياً مع كل الجهود التي بذلها في عمله.
نحن في هذا المنتدى وإدارته ننظر بروح تربوية وإنسانية صادقة تجاه كل الزملاء، ولكن هناك معايير ومقاييس لكل شخصية تربوية ربما تجمعها قواسم مشتركة مع العديد من الزملاء فعلينا أخذ تلك المعايير بعين الإعتبار وتقييم الجهود والأنشطة لكل معلم بدقة حتى نسير بالطريق الصحيح الذي ينقل الحقائق من لب الواقع ومن واقع الوثائق، فإذا فقدت أو أحترقت الورق فأنها لا تفقد الحقائق والذكريات ولن تحترق الضمائر ولن تفنى الأمانة، وقد قال تعالى:(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها فاشفقن منها وحملها الإنسان أنه كان ظلوماً جهولاً).
فمن باب الصدق وإعطاء كل ذي حق حقه فإن الأستاذ ناصر يستحق كل حب وتقدير وإجلال واحترام، ويجب أن تكون أول مراحل تكريمه من قبل الأخوة في مدرسة الشعب منطقة السعدي ثم من مركز دار العلوم ثم من منطقته سرار وذلك وفاء لهذا المعلم وأمثالة وبراءة للذمة وراحة للضمير ووفاء للعهد، ويجب أن يكون سلوكنا في التعليق على السير الذاتية في هذا المنتدى بأمانة وصدق وبعيداً عن المجاملات والنفاق وإعطاء كل ذي حق حقه، ونحن نثق في كل كوادرنا بأنهم بعيدين عن الصفات الآنفة الذكر ويتمتعون بثقافة طيبة وخبرات تربوية متراكمة وسلوك حضاري راقي وعقول نيرة وضمائر حية وقدرة على التعبير ورجاحة في التفكير ونستفيد من أفكارهم ومداخلاتهم دائماً بإعتبارنا جزء لا يتجزأ منهم.»
*يمتاز بالإخلاص والتواضع والالتزام*
شارك الأستاذ أحمد عبدالله أحمد بمداخلة مختصرة قال فيها:
«الأستاذ ناصر حسين يمتاز بالاتزام والإخلاص في العمل، ويمتاز أيضاً بعلاقاته الطيبة مع كافة المعلمين والطلاب والمواطنين، ويمتاز بالتواضع في تعامله مع كل من حوله، وبنفذ الأعمال الجماهيرية التي كانت توكل إليه، وكان يجيد النكتة مما جعله محبوب بين كل من يعايشهم، وقد حُرم من التكريم فكان التكريم خاضع للإنتماء الحزبي.
أتمنى للأستاذ ناصر الصحة والعافية وطول العمر.»
*شهد له عمله قبل أن يشهد له الآخرين*
وبدوره شارك الأستاذ حمود فاضل النوبي بمداخلة موجزة أشاد بسيرة الأستاذ ناصر الذاتية وأعبتر أن عمله قد شهد له قبل شهادة الآخرين، وهذا ما جاء في مداخلته:
« من خلال السيرة الذاتية العطرة للأستاذ ناصر حسين عاطف عرفنا أنه عمل في عدة مدارس بعيدة عن سكنه وارتباطه المتواصل بمهنته التي لم يفارقها حتى بلغ أحد الأجلين، وقد شهد له عمله ونشاطه قبل أن نشهد له نحن.
الكثير منا قد لا يعرفه تماماً من قبل ولكن من خلال سيرته العطرة وثقتنا بمصداقية الحاج الأستاذ طاهر حنش أحمد وزملاءه في العمل نؤكد بأنه يستحق كل التقدير والاحترام.
نسأل الله أن يرزقه الصحة والعافية وطول العمر.»
*تفسير المقولة الشهيرة «اربطوا العلاوة بالراتب»*
وقدم الأستاذ منصر هيثم مداخلة فسر فيها معنى مقولة الأستاذ ناصر حسين الشهيرة «اربطوا العلاوة بالراتب» وجاء في مداخلته:
«حفظك ربي أستاذنا الفاضل ناصر حسين عاطف. من خلال السيرة الذاتية للأستاذ ناصر وتعليق الأستاذ صالح شيخ سالم لا أستطيع أن أعطي أكثر من ذلك بحكم قلة النظر، والكتابة بالتلفون صعبة.
الأستاذ ناصر يستحق التقدير والتكريم، وللتوضيح حول مقولة الأستاذ ناصر المشهورة هي علاوة الطبشور ومقدارها سبعه دينار لكل معلم يمارس التدريس وكانت تأتي في فواتير منفصلة عن الراتب وأحيانا تتأخر ولم تأتي مع الراتب وكانت تأتي كل ثلاثة أشهر مع بعض، وكذلك علاوة الإنتقال التي كانت تمنح للمعلمين المنتقلين من مناطق سكنهم للعمل في مدارس بعيدة ومقدار هذه العلاوة أربعة وعشرين دينار شهرياً وكانت تصرف أيضا في فواتير خاصة بمعزل عن الراتب.
أطال الله في عمر أستاذنا الفاضل ناصر حسين عاطف وجميع المعلمين الأحياء الذين سبقوه في السير الذاتية، والشكر موصول للأستاذ طاهر حنش أحمد لما يبذل من جهود في التدوين والنشر واعذروني بالتقصير بحق من علقنا عليهم.»
وشارك الأستاذ قائد منصر صالح بتعليق على السيرة الذاتية للأستاذ ناصر قال فيه : «الأستاذ القدير ناصر حسين من المعلمين النشيطين يحبه الجميع لأنه يتعامل بالنية الصادقة، ولا يحمل حقد على أحد، وله مكانة وحب في قلوب الناس. يجييد النكتة بخفة دم.
تحية شكر وتقدير لمعلمنا ومربينا الأستاذ القدير ناصر حسين. نسأل الله أن يعطيه طول العمر يحسن خاتمه ويشفيه من المرض.»
وبدوره علق الأستاذ حسين محمد حنش على مداخلة الأستاذ صالح شيخ سالم حيث قال:« تعبير له معنى شجي ومنصف لما قدم وبذل الأستاذ ناصر وأمانة لقد ذرفت عيوني الدموع لما تم استعراضه.
ومن نوادر الأستاذ ناصر في أحد الأيام وهو ذاهب إلى رصد وقفت له سيارة لاند كروزر حبة وربع وقبل طلوعه السيارة تقدم إلى أمام السيارة وقالوا له اطلع اركب معنا ليش واقف أمام السيارة؟
قال لهم: لحظة أطمئن إذا شفت باللوحة (حك) طلعت لاني لم أقدر أدفع الإيجار.(وكلمة حك تعني السيارة الحكومية التي لا يأخد على الراكب فيها إجار).»
وشارك الأستاذ فضل جميل بتعليق على مداخلة الاستاذ صالح شيخ سالم قال فيه:«كلمات رائعة جداً تقال في أستاذ قدير انهك نفسه في خدمة الأجيال ويستاهل هذه الكلمات الطيبة من أستاذ له باع كبير وطويل في العمل التربوي، ومن خلال سيرة الأستاذ ناصر المليئة بالعمل والمثابرة وبذل الجهد في التنقل بين المدارس بدون كلل أو ملل يستاهل الشكر والتقدير ويعتبر هذا، قليل بحقه»
وعلق الأستاذ محمد سعيد بن عطاف على مداخلة الأستاذ صالح شيخ سالم حيث قال:« شكراً جزيلاً أستاذ صالح وصفت وكنت موفقاً في وصف سيرة الأستاذ ناصر، فمثل هذه الهامات المطمورة يجب إعادة اعتبارها ولو بأثر رجعي.
أخي صالح ترجمت مشاعر وأحاسيس تعجز عنها اللسان وكنت بارعاً فيها.
أطال الله بعمرك وعمر الأستاذ ناصر، وكل من تزامل معكم في تلك الفترة.»
*رسالة شكر وتقدير على السيرة والذاتية والمداخلات والنشر*
وختاماً تقدم أبراهيم ناصر حسين الطالبي أبن الأستاذ ناصر حسين برسالة شكر وتقدير باسمه وبالنيابة عن والده على السيرة والذاتية والمداخلات والنشر، وجاء في الرسالة مايلي:
«باسمي وباسم الوالد ناصر حسين عاطف
نتقدم بالشكر والأمتنان أولاً للأستاذ طاهر حنش الذي أخذ على عاتقه هذه المهمة وجد واجتهد لكي يخرج السيرة الذاتية لكل معلم من الرعيل الأول للعلن.
وثانيا نشكر كل أعضاء هذا المنتدى كلاً باسمه وصفته على تعليقاتكم الأكثر من رائعة.
وثالثاً نشكر كل من كتب ونشر وشارك بصفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى راسهم الأستاذ فهد حنش أبو ماجد
وأخيراً نقول لكم شهر كريم على الجميع وكل عام وانتم بخير.»