كتب / ياسر منصور
مدير عام الرابطة الاعلامية الجنوبية سما
خلال سنوات مابعد حرب 2015 م تدخلت الكثير من المنظمات في قطاع انتاج الثروة الحيوانية في المحافظة تحت عدة مسميات كالتدخل الطارئ او تحسين سبل العيش او تعزيز القدرة علئ الصمود والتمكين الاقتصادي وغيرها من المسميات …وكانت بتنسيق وأشراف مع مكتب الزراعة لحج واحيانآ المشاركة في التنفيذ عبر بعض اداراته .او الجمعيات التي يشرف على نشاطها .
ولكن الملاحظ ان وضع الثروة الحيوانية تدهور كمآ وكيفآ في المحافظة رغم اشراف الجهة الفنية المختصة وهي مكتب الزراعة ورغم ضخامة التمويل المالي الذي ضخته المنظمات وكثرة البرامج التي نفذتها .
فعند وضع مقاربة بسيطة من حيث مستوئ اسعار الأعلاف المحلية التي لم تحصل طفرة في مستوى أسعارها مقارنة بما قبل الحرب كما أن المحافظة لم تضربها موجات جفاف .. هذا من ناحية و من ناحية أخرى فقد نفذت المنظمات برامج تدريب لآلاف المستفيدين في الصحة البيطرية وتربية الماشية وهذا كله يؤدي الى كفاءة قدرات المستفيدين من تنمية الثروة الحيوانية بل وصل الامر الى صرف الاعلاف ومعززات النمو والانتاج مثل المركزات والمكعبات العلفية والمولاس .وكذا برامج تصنيع مشتقات الالبان وتسويقها
وبتلك المقاربة كان يفترض ان تحصل طفرة نوعية في كميات أنتاج الثروة الحيوانية وتكون تلك المنظمات ومكتب الزراعة حققت منجزا هاما في المجتمعات المحلية التي تدخلت فيها ولكن واقع الحال غير ذلك بسبب فساد المنظمات وعامليها وعدم كفاءتهم المهنية بل جهلهم العميق باهداف المشاريع التي ينفذونها واهتمامهم فقط بالرواتب المغرية التي تتجاوز الألف دولار في غالب الأحيان والتي في سبيلها يمررون كثير من المخالفات او يمارسونها بأنفسهم .
وفي هذا الجانب سنبدأ بالا
إيجاز ثم التفصيل الذي سيبرز حجم الكارثة التي اصابت مورد اقتصادي مهم للمجتمع ..فغالبية المنظمات كانت تستهدف المستفيدين بستة رؤوس من الضان واربعة رؤوس من الماعز .حيث كانت توفرها عبر موردين وتحسب اسعار تلك الاغنام بالدولار حسب شروط المناقصات التي تحدد مواصفات تلك الاغنام وايضا يجب ان تكون في عمر الانتاجية وهو مالم ينفذه غالبية الموردين بل ان المخالفات وصلت الى توريد اغنام مسنة بالكاد تستطيع الوقوف واحيانا مريضة او تفشت فيها امراض معدية اثناء تجميعها ونقلها .
اما من ناحية عدم الكفاءة في المنظمات فيبرز من خلال تجاهلهاتنفيذ عوامل تنمية الثروة الحيوانية في المجتمعات المحلية والتي تعتمد على تعزيز ممارسات التربية والانتاج للسلالات المحلية المتكيفة مع البيئة وحالة المراعي او ادخال السلالات المحسنة الموصى بها من المرجعيات البحثية لتلك المجتمعات …ولكن الذي يحصل هو تدمير لقدرات سلالات المجتمعات المحلية واحلال سلالات رديئة في صفاتها الاقتصادية ناقلة لبعض الامراض والطفيليات الغير موجودة في الاقليم الزراعي بل وصل الامر الئ توزيع سلالات قزمية قيمتها التسويقية منخفضة مثل ماحصل في مديرية الملاح وتبن التي وزعت إحدى المنظمات أناث بالغة لايتعدى ارتفاعها عند الاكتاف 45 سم كما انها لاتنتج التوأم ووزعت لمستفيدين يملكون اصناف من سلالات بلدية محسنة او سورية او هندية فبدت الاغنام التي وزعتها المنظمة كالاقزام وسط اغنامهم بل ولم يستطع التمييز بينها وبين مواليد السلاله الهندية التي لم يتجاوز عمرها شهر واحد.
ولكن الحديث سيطول عن دور مكتب الزراعة لحج التي لها تاريخ زراعي كبير وبها اقدم كلية زراعية في الجزيرة العربية وبها مركز لتحسين السلالات للثروة الحيوانية وفيه كفاءات وخبرات مشهود لها على مستوى الوطن العربي وحضرت العديد من المؤتمرات العلمية في مجالات تنمية الثروة الحيوانية يجري دائما تهميشها وابعادها لانها لن تقبل كثير من الممارسات والصفقات المشبوهة التي ادت الى تدهور قطاع الثروة الحيوانية ومن هنا سنقول ان الوثائق والشكاوي والرأي القانوني لهذه التجاوزات ستكون له مواضيع مفصلة سنطرق بابها في حلقاتنا القادمة و هناك بقية للحديث فانتظرونا …. !!!!!