حيا مجلس الحراك الثوري لتحرير الجنوب واستقلاله، برئاسة الدكتور عيدروس محسن اليهري، شعب الجنوب الأبي بكل مكوناته ونخبه وشبابه وأفراده وفئاته المختلفة ، داخل الوطن الجنوبي وخارجه بمناسبة ذكرى التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي المعلن في الـ13 يناير 2006م ..
لقد تعرَّض الجنوب لأبشع صور التدمير لبنية دولته العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإدارية والأخلاقية ، وأبشع صور الإقصاء والتهميش والقهر والقمع والتشريد ، وعلى الرغم من ذلك.. ظلَّت مشاعر الرفض للاحتلال اليمني كامنةً في النفوس ..
ومثل مشروع التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي إنجازاً تاريخياً في تحول نضال شعبنا ، ونقله الى محطة مفصلية في مسار ثورته التحررية المشروعة ، حين تجلت له مخاطر الشتات والتمزق التي يرتكز عليها مشروع الهيمنة والقمع والإخضاع.. فامتثل شعبنا قيم التلاحم الوطني الصادق وعزز أواصر الإخاء ونبذ مسببات الفرقة وردم الهوة وأصلح ذات البين..
إذ عبَّر شعب الجنوب وقواه السياسية ونخبه عن رفض الاحتلال اليمني منذ اللحظة الأولى لاستكمال اجتياحه ، وتحمَّل أبشع صور الإبادة الجماعية والقهر في سنوات ما بعد الاجتياح حتى 2005م، فبدأ حراكه السلمي المبارك في 13يناير 2006 بإقرار التصالح والتسامح والتضامن بين أبناء الجنوب ..
وانفجر بركانه في 7يوليو بخروج العسكريين وجمع غفير من شعب الجنوب ليثبت إنَّ إرادته وشرعيته الشعبية والثورية هي أقوى من كُلِّ أرادات قوى الاحتلال اليمني وأدواتها ، بعد التمهيد لذلك بتأسيس فصائل الجنوب السياسية والمقاومة ( حركة موج التي أرعبت الاحتلال ، وحركة حتم ، وحركة التصالح والتسامح ، واللجان الشعبية وغيرها ..
وتصاعد فعله السلمي السياسي والشعبي بشتى صوره ليبلغ ذروته في المهرجانات المليونية المتوالية التي هزَّت عرش الاحتلال اليمني وزلزلت الأرض تحت أقدام جحافل جبشه وأمنه المركزي والقومي والسياسي..!
وإذ نحيي شعبنا الجنوبي العظيم على صموده وعزمه وتمسكه بخيار التحرير والاستقلال ، تجسيدا لنهج النضال ووفاء للتضحيات الجسام..
فإننا نرفض بشدة وندين ما يتعرض له شعبنا من ابتزاز رخيص يعتمد سياسة الإفقار والتجويع والحصار ، من خلال قرارات الحكومة القاضية برفع القيمة الضرائب على السلع والخدمات التي تكرس مضاعفة المأساة الإنسانية لشعبنا.
إن الصمود أمام كل هذا العبث الممنهج الذي تتبعه حكومة المدعو «معين عبدالملك» سيئة السمعة، يتطلّب جهودا ذاتية ووعياً مستقلاً ، يبحث عن الحلول الواقعية بعيداً عن العاطفة والأمنيات، وسيكون من قصر النظر وفرط السذاجة لو اعتقدنا أن مثل هذه الحكومة يعنيها أمر شعب الجنوب الذي يكابد اليوم أقسى صور الظلم والإضطهاد والحرمان..!
– صادر عن مجلس الحراك الثوري لتحرير الجنوب واستقلاله
العاصمة عدن – 13 يناير 2023م
