اتخذت لجنة الرصد و التققييم للأتر البيئي في ديوان الهيئة العامة لحماية البيئة و المكونة من عشرة أفراد و في مختلف التخصصات البيئية برئاسة الأستاذ/ وليد الشعيبي مدير عام الرصد و التقييم الوبائي قرارآ حاسمآ و في خطوة جديدة خطيرة و غير معهودة بإقاف جميع أعمالها و أنشطتها المكلفة بها من ديوان الهيئة و ذلك في مصنع إسمنت الوطنية و القرى المجاورة له إثر تعرضهم لاعتداءات نفسية و جسدية و تهديدهم بالسلاح و الألفاظ الجارحة و لعدة مرات في يوم واحد من قبل مسلحين قبليين ينتمون إلى مديرية المسيمير محافظة لحج و منعهم من أداء واجبهم الإنساني و مهمتهم المهنية النبيلة التي جاءوا من أجلها بعد تلقيهم لعدة شكاوى من أهالي المنطقة تفيد بتعرضهم لعدد من الأمراض و حالات وفاة بسبب مخلفات المصنع في الوقت الذي لم تحرك فيه السلطة المحلية في مديرية المسيمير و المحافظة لحج أي ساكن حيال ما تعرضت له اللجنة من اعتداءات و إهانات و لم تتخذ أي إجراءات قانونية بحق مرتكبي ذلك الفعل الخارج عن القانون و الأعراف السائدة و الدخيل على مجتمعنا اللحجي المعروف بعراقته و حضارته و كأن الأمر لا يعنيها في شيئ الأمر الذي دفع برئيس اللجنة و كافة أعضائها لاتخاذ قرارهم و بالإجماع بإيقاف عملهم و العودة إلى عدن حتى تحل مشكلة الاعتداءات التي تعرضت لها اللجنة حلآ عادلآ و مرضيآ للجميع و كذا تفاديآ لأي تبعات لمثل هذه المشكلة قد تنجم و تكون عواقبها و خيمة و خطيرة و تقود إلى ما لا يحمد عقباه
و يعد ذلك القرار الذي اتخذته اللجنة ” مجبرآ أخاك لا بطل ” من أشد القرارات خطورة على البيئة و الذي سيكون له انعكاساته السلبية الوخيمة على حياة الأهالي القاطنين في منطقة مصنع إسمنت الوطنية و القرى المجاورة له إذا صحت شكاوى المواطنين التي تقدموا بها إلى الهيئة العامة لحماية البيئة و يشكون فيها مما يتعرضون له من أمراض و وفيات بسبب مخلفات المصنع حيث سيؤدي قرار اللجنة إيقاف أعمال الرصد و التقييم للأثر البيئي في ذلك الموقع لربما إلى كارثة بيئية شديدة الخطورة و بكل المقاييس في القريب العاجل .. حيث سيقود ذلك الأمر إلى انتشار العديد من الأمراض الخطيرة المعدية و الأمراض المجهولة و الغير معروفة و التي ستكون في الأخير وبالآ كبيرآ على الطبيعة البيئية و الإنسان لما ستنتشر من مخلفات المصنع من سموم ستلوث التربة و الجو و ستودي بحياة الكثير من المواطنين و ستزهق أرواحهم البريئة دون ذنب جنوه سوى سكناهم قرب ذلك المصنع و ما يرمي به من مخلفات سامة لها تأثيراتها السلبية على البيئة الطبيعية و البشر ..
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة كانت قد تقدمت عبر وكيل وزارة المياه و البيئة – قطاع البيئة – القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة المهندس/ عمار ناصر العولقي بشكوى إلى نائب محافظ لحج — أمين عام المجلس المحلي في المحافظة الأستاذ/ عوض الصلاحي شرح فيها ما تعرضت له اللجنة من اعتداءات غير مبررة من مواطنين يقودهم إثنين من الأشخاص و ينتمون إلى مديرية المسيمير بلحج و مطالبآ من خلالها باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المعتدين و رد اعتبار اللجنة لإزالة ما لحق بها من أذى و تمكينها من مواصلة أدائها المهني الإنساني في أجواء آمنة إلا أنه لم يحصل أي تجاوب معهم من قبل السلطة المحلية بلحج حتى اللحظة مما دفع اللجنة إلى توجيه مذكرة إلى ديوان الهيئة العامة لحماية البيئة في العاصمة عدن يشرحون فيها الموقف و قرار إيقاف العمل في تلك المواقع حتى تتم المعالجة لتلك المشكلة … و في هذا السياق فأننا نهيب بالسلطة المحلية بلحج لاتخاذ موقف أكثر إيجابية و صرامة تجاه ذلك لما له من أهمية بالغة الأثر و التأثير على الحياة الطبيعية و البشرية في تلك المواقع التي باتت معرضة لكارثة بيئية مدمرة لا يمكن لأحد السكوت عليها كونها مسألة تتعلق بقواعد الصحة و السلامة و الحفاظ على العامة للأرض و الإنسان .
