لا للضُعفِ أنتِ أقوى

15 سبتمبر 2021آخر تحديث :
لا للضُعفِ أنتِ أقوى
رنا نائل

كتب / رنا نائل

هُناك على حافة غُرفتها الصغيرة في زاوية تكاد ألا تُرى، تكورت حول نفسها باكية من ألم مابِها، روحها التي ذهبت منها الحياة، عيناها اللتان كانتا مصدر إلهام لكل من حولها، جَسد هل خاوٍ كغصن هزيل أصابه الجفاف، أحلامها المُحطمة واليأس الذي بدأ يتملكُها!

مُتعبة هي للحد الذي لا يُعرف ولا يُشعر به، نهضت من مكانها لكن خطواتها بدت وكإنها تتثاقل من حمل مابها، خطت خطوتين للأمام وتذكرت أن لا أحد بجانبها، لكي يسندها، تبعثرت لكنها قاومت حتى استطاعت الوصول للمرآة، لتستغرب ما ترى؟!

تفاجأت .. من هذه التي تقف أمامها وبعينيها الدهشة والإستغراب لحالها الذي أصبحت به!

وبدأت تسأل نفسها؟
أين ذاك الوجه الناعم، والعينان الجميلتان والنفس التي كان يملؤها الشغف وحُب الحياة في ذاتها؟!

نكست رأسها لكي تتحاشا تلك التي تقف أمامها ولَكنها بنظرة لمحت كتابها الذي كان يحمل عنوان “أنا قبل كُل شيء ” والذي حروفه لامست قَلبها وفِكرها، وأعادت التفكير في حق ذاتها وفي الحالة التي أصبحَت بِها، ظُلمًا لنفسها وجمالها!

أنا قبل كُل شيء ظلت تُردد تلك الكَلمات على مسامعها.
أنا قبل الحُزن، قبل الهَم، وقبل الضيق، قبل كُل شيء يصنع مني لا شيء.

ونظرت الى المرآة مرةً أُخرى، ولكن هذهِ المرة نَظرت بكل إصرار وعزيمة بأن لا تدع شيئًا يُضيع جمالها، ويُطفئ لمعان عينيها، من ثم ضربت يمينها على يسار صدرها وقالت :وإن فقدت شيئًا لا بأس ما دمت لم أفقد الله، أخذت القلم وكتبت في نهاية الكتاب الذي أعاد لها الحياة، أنا وأنت، هي وتلك، هُن وأنتُن، إن كان اليأس والإحباط تملك العالم فلن ندعهُ يتملك عالمنا الخاص بنا، نحنُ ثم نحن ثم لا شيء بعدنا، ثم ذهبت مُسرعة لتبدل هيئة الضعف إلى قوة، وأرتدت شيئًا أبرز جمالها وجمال روحها التي عادت أقوى مما كانت عليه بكثير.

-رنا نائِل.