ماذا عليَّ أن أفعل يا جدي؟
– هذا السؤال وجهته إلى رفيق قلبي ( جدي ) الذي أستطاع أن ينجح في حياته البالغ من العمر سبعين سنة مزهرة- بعد يأسي من أيام متعبة، وحوار مليء بالشكوى
كانت الإجابة بابتسامة وهو يضع يدهُ على كتفي:
الحب والأمل والموسيقى وكثير من الجنون يا طفلتي
إن أمرك خالي من أي دافع، هلَّا سألتي نفسك لماذا تفعلين كل هذهِ الأمور في حياتك؟
بشكل مؤكد من أجل الحلم ومن أجل أن تتطوري وتستمري في الحياة،
يا ابنتي الوردية عليكِ أن تحبي أعمالك، لا أقصد أن تكرري كل يوم أنا أحب أعمالي ويومي
بل أن تستمتعي وأنتِ تفعلينه، أن تجعليهم شيء محبوب وكل يوم تكملينهم بحب وكأنكِ أول مرة تقومين بهم،
وعليك أن تتفاءلي بأن الزمن القادم سيكون مبهر وسعيد كثيراً وأن تثقي بنفسك، لا أقصد بأن تكتمي حزنك وأنت ترددين سيكون الزمن القادم جميلاً
بل أن تنفضي الحزن عنكِ وأن ترقصين وتنسين حزنك وتستمعي بيومك وكأن لا شيء سيء حدث أو يحدث،
– ومن ثم صمت وأخذ يفكر في تعابير وجهي التي بدأت أن تظهر فهم نفسي للأمر- وأخذ جيتار بيدهُ وبدأ بالعزف وهو يقول:
استمعي إلى هذه الموسيقى، أنا سأصمت وعليكِ أن تنظري إلى طريقة دخولها إلى قلبك بتسلسل وشغف،
قلتُ: حسناً
بدأت أنا أبتسم ابتسامة صادقة عند سماعها وشعرت بطاقة رائعة تسري بداخلي،
وقال:
هكذا أريدك أن تتعاملي مع دخول كل شيء إلى حياتك، مثلما تعاملتي مع الموسيقى.
نسمة محمد