حصالة ابنتي الصغرى نور …
طريق النجاة الذي ما كدت أعتقدُ يوماً أنها من ستأخُذنا إلى بر الأمان …نور انبثق من وسط ظُلمة قلبينا أنا ووالدُها ..
أبوان لم يكونا كافيين لنور..
بل أننا لم نكُنّ صالحين إلى حدٍ ما …
ليرزُقنا الله بنور …
وما أجملهُ من نور …
لقد كان في منزلنا الغارق بملذات الحياة البعيد كُلَّ البعد عن ما يُرضي الله فتاة النور لقد أسماها والدُها بوالدته المرأة التي قد توفاها الله فقد كانت أُماً صالحه ..
إلا أنا زوجي لم يرتوِ من صلاح أمه ..
لقد كانت صغيرتُنا كسابقاتها من الفتيات الصغيرات كثيرات السؤال …
أتذكر أنني كُنتُ يوماً مثلُها ولم يروي أحدٌ شغف أسالتي فتركتُها لتجد جواب مالم أجد جوابهُ أنا خلال تلك السنوات التي مرت..
لقد انتبهت لتعلقها بنافذة المنزل عند كل أذان لقد كانت تسألني ماذا تعني هذه الكلمات لما لايذهب أبي كهؤلاء الرجال الى ذلك المكان.
ماذا يسمى هذا القصر؟
الذي يرتفع منه هذه الكلمات الجميلة!!!
أسأله ضاقت بي درعاً من كثر سماعها …
• في أحدى اجتماعات النسوة رفيقات السوء المليئة بالهمز واللمز و اغتياب الصالحات والكثير مما يغضب الله .
شكوت لهن حال أبنتي فلقد أرهقني فضولها المستمر
فجاءت إجابات صديقات السوء فواحده نصحتني بضربها وأخرى أخبرتني أن أقوم بحبسها في غرفتها حتى تتوقف عن ذلك.
__ ( أرسليها ألي)
جاء صوتٌ من خلفي استطعت تمييز نبرأة الهدوء الذي يعلوه أنها الأخت الصغرى لصديقتي
استمرت بالوقف باب مجلسنا وكررت ما قالته:
(أرسليها ألي سأجيب أنا عن تلك الأسئلة فأنا أهتم بالصغيرات في حلقة المسجد أعدك أن لا تزعجك مرةً ثانيه)
استقبلت الفكرة لابأس فرصة أن يخلوا البيت من ازعاجها ..
في اليوم التالي ذهبت طفلتي إلى هناك لم أعد أستطيع تحديد كم مر من الوقت والشهور على ذهابها فلقد أختفى صوتها وازعاجها تماماً لقد بدت لنا فتاة هادئة منطوية في غرفتها كثيراً.
مرت الأيام وأصيب زوجي بمرضٍ خطير (السرطان)أعاذكم الله منه.
لقد تخبطت بنا الحياة بكل جهاتها الأربع أستدنا الأموال الكثير منها بعت كل ما املك من مجوهرات لم يعُد هُناك بابٌ إلا وطرقناه لطلب العون.
ذات ليلة بقينا ننظر أنا وزوجي إلى بعضنا بحزن وقلة حيلة ..
تفأجنا بنور طفلتنا تدخل علينا بالكاد نسينا أن لنا طفله ..دخلت وفي يدها حصالة قعدت بجانب والدها تتلمس جبينه بحنية وبدأت تقول:
( لو كنتُ أملُك العافية لا أعطيتك أياها والدي الحبيب لكن لا أملُك سوى الدعاء لك …)
مدت حصالتها نحوي وهمست :
(لا أعلم … هل سيكفي مابداخلها لكن مازالت أثق أن الله سيستجيب لما وعدني)
تعجبنا لم أعطي للكلام أيةُ أهمية والأفكار غزت رأسي وداهمتني حينها من أين لطفلتي ذات التسعة عقود بالمال لم أكن اعطيها إلا البعض منها ريالات قليلة.
اردت أن أصرخ بها بتساؤلاتي لكن هناك ماعقد لساني.
تركتنا نور ذاهبه إلى غرفتها.
لأسرع أنا بفتح الحيالة ..
لقد أذهلني كنز نور لم يكن سوء قصاصات من الورق ..
لقد راودني الفضول ماذا في القصاصات لكي تحتفظ نور به في حصالتها ككنز..
كنت افتح الواحدة تلو الأخرى لقد كانت تحتوي كل قصاصة على عبارة مختلفة( أكملت ١٠٠٠من الاستغفار ، أكملت ١٠٠٠من الحمد لله، أكملت١٠٠٠ من سبحان الله ،،، وهكذا)
لم يكُنّ كنز طفلتي إلا كلمات بينها وبين الله ..
وجدت ورقة كبيرة بخط مدرستها مكتوباً عليها:
( نور هذه حصالتُك في الدنيا أجمعي جميع أعمالك فيها سبني الله لك في الجنة قصراً)
ذهبنا الى غرفة نور فقد كانت تتلوا سورة الضحى جلسنا بقربها فسألها والدها عن كنزها.
وطئت نور برأسها الى الاسفل هامسة لقد قيل لي أن استمريت بترديد تلك الكلمات سيبني الله لي بيتاً في الجنة.
أنني اختنق أن كان بيتي في الجنة دونكما، لهذا خد حصالتي فقد سألت الله أنني لا أريد بيتاً في الجنة بل أريد شفاءك حتى تلحق بالمصلين في المسجد وتسجد ألية فأنا لم اراك يوماً تسجد لله….
وصلت رسالة طفلتي إلى قلبينا …
لقد أنجانا الله بفضلة ثم بفضل ابنتي مرت السنوات الأربع وقد جمعنا الكثير من حصالات الحمد والاستغفار ..
شفي زوجي ولم يترك صلاة في المسجد منذ تلك الليلة …
لا أخفيكم أمراً لقد ختمت طفلتنا المصحف …
وها أنا أجتهد لألحق بها وأختم المصحف على يديها….
سارة منيف