
انطلقت صباح هذا اليوم دون أن أحدد وجهتي ، وفي الطريق وجدت دراجة نارية عاثرة في ممر ضيق ، قمت برفعها من الخلف إلى جانب آخر كان يحاول رفعها من الأمام ، وفجأة شعرت بشيء من الألم في ظهري ، عند ذلك أدركت تماما مدى ضعف الإنسان وقلة حيلته …
بعد ذلك ركبت مركبة أجرة قاصدا العودة إلى المنزل ، يقودها شيخ مسن ، وإذا بالقوم تنهره من كل جانب ، منهم من يقول له : امش يا سلحفاة ، وآخر يرفع صوته في وجهه قائلا : وكأنك تقود قاطرة حمولتها أطنان ، وغير ذلك من الأقوال المستفزة ، وهو يردد القول : لاحول ولا قوة إلا بالله ، ماذا يريد مني هؤلاء ؟ عند ذلك سألته ، أليس لديك أبناء يكفونك العمل على المركبة يا حاج ؟ قال : بلى ولكن… ولم يكمل الإجابة ، وهنا سألته ، هل كبروا وأصبحوا مشغولين بإدارة شؤون أزواجهم وأطفالهم ؟ صمت قليلا – حتى ظننت أنه لا يريد أن يجيب – ثم قال : لا أعلم ، سألته مرة أخرى ، ألا تعرف شيئا عن أبنائك وأحوالهم ؟ صمت لأكثر من دقيقة ، ثم نظر إلي – وكريات الدمع تسابق بعضها على خديه الشاحبين – وقال : ربما … في هذه الأثناء ربت على كتفه بيدي ، كما حاولت أن أتصنع الابتسامة ، وأقول : سوف يمر الكثير منا بهذه الطريق يا حاج ، بل سوف نحتسي الكأس نفسه ذات يوم …







