تقرير تحليلي: مركز “مدار” يطالب التحالف بفك ارتباط “فوبيا الانفصال” لإنهاء حرب الاستنزاف

1 نوفمبر 2025آخر تحديث :
تقرير تحليلي: مركز “مدار” يطالب التحالف بفك ارتباط “فوبيا الانفصال” لإنهاء حرب الاستنزاف

سما نيوز /عدن / تقرير خاص:


نشر مركز مدار للدراسات والبحوث في عدن وثيقة تحليلية بعنوان “مشاهد من الحرب”، وجه فيها نقداً حاداً لاستراتيجيات التحالف العربي والحكومة الشرعية، مؤكداً أن الصراع وصل إلى حالة “ضبابية” متعمدة تستفيد منها القوى الانقلابية والنافذون.
يرى المركز أن التحرر من “فوبيا الانفصال” الجنوبي، والاعتراف بـ”الاستحقاق التاريخي” لشعب الجنوب، هو الحل الاستراتيجي الوحيد لكسر شوكة الانقلاب وتأمين المنطقة.

الحرب استنزاف متعمد.. بضعف شرعي وغطاء دولي

أكدت الدراسة أن الوضع الحالي ليس مجرد جمود، بل هو “حصيلة لواقع معقد” تعمل عليه استراتيجيات القوى الانقلابية التي خططت “لإطالة زمن الحرب” بهدف استنزاف دول الخليج وإيصالها إلى مرحلة اليأس والتراجع. ويُعتقد أن هذا الاستنزاف قد يجعل الانقلابيين “المنتصرين استراتيجياً” في النهاية، خاصة وأنهم لا يزالون يسيطرون على أغلب الشمال وصنعاء.
وحمّل المركز مسؤولية استمرار الضبابية إلى سببين رئيسيين:
المجتمع الدولي المنحاز إلى جانب القوى الانقلابية.
ضعف وتشتت الحكومة الشرعية في مواجهة هذا الواقع.

الفساد يهدد المناطق المحررة وتضحيات الجنوب تُهدر

انتقد المركز بشدة الأوضاع الداخلية في المناطق المحررة، مشيراً إلى أن بقاء “رموز الفساد” المرتبطة بـ”منظومة الدولة العميقة” في صنعاء على رأس المؤسسات، أو انتقال بعضهم لممارسة نشاطهم في الجنوب، يعد “أهم المعوقات التي تواجه هذه المناطق”.
وفي المقابل، أبرز المركز نجاح “القوات الجنوبية” في محاربة الإرهاب خلال الفترة الماضية، وهو ما عجزت عنه الدولة اليمنية وحلفاؤها لسنوات، في إشارة إلى كفاءة القوات الجنوبية في حفظ الأمن، وهو نجاح “لم ترض به بعض القوى”.

الحل الجذري: دولتان مستقرتان وتصفير التهديد

خلص مركز مدار إلى أن استمرار “فوبيا الانفصال” التي تعاني منها أطراف في الداخل والخارج هو ما يُعرّض النصر للمخاطر ويُبقي الأوضاع غير مستقرة.
وقدم المركز حلولاً استراتيجية حاسمة:
إعادة النظر في قضية الجنوب: ودعم الروح المعنوية للمقاومين الشباب الذين حملوا السلاح من أجل “تحرير وطنهم من الاستعمار الداخلي”.
إلغاء التسوية المباشرة: حذر المركز من أن أي تسوية مع الانقلابيين “لم ولن تجعلهم يتخلوا عن محاربة دول الجوار والاتجاه نحو الأخذ بالثأر منها”.
الاعتراف بالاستحقاق التاريخي: طالب المركز بـ”إعادة رسم الاستراتيجيات” من خلال التفهم لـ “الاستحقاق الحضاري والتاريخي لليمنان”، وذلك عبر “إعادة بناء دولتين جارتين مستقرتين” في اليمن، تكونان متكاملتين مع محيطهما الجغرافي الخليجي، كسبيل وحيد لتجنب الانقساما المفتوحة أو عودة الهيمنة السلالية؟