الجنوب.. بين فخ “الشرعية” وشبح الانهيار الخدمي
سما نيوز /عدن /خاص
– قدم الدكتور الأفندي المرقشي، عضو مجلس قيادة الحركة المدنية الحقوقية، قراءة سياسية نقدية لاذعة للوضع الراهن في الجنوب، محذراً من أن حالة “الضياع” التي يعيشها الجنوب هي نتاج مباشر لـ “سياسة الارتداد والارتهان” التي تبنتها قيادات جنوبية مقابل بقائها في مناصب شكلية ضمن منظومة “الشرعية” والتحالف.

النخبة الجنوبية: من التحرير إلى الارتهان
يؤكد المرقشي في تصريحه، الذي جاء تحت عنوان “الارتهان السياسي: صك الفشل وتفجير السخط في خاصرة الجنوب”، أن الأزمة الرئيسية تكمن في فقدان القيادة الجنوبية لصفة التمثيل الحقيقي والسيادي. فبدلاً من أن تعمل القيادات على هدف التحرير، اختارت الانخراط في سلطة “الشرعية” التي أدت إلى تجريدها من الحق في التفاوض كطرف مستقل.
“لقد فقدت القيادة الجنوبية المنضوية تحت عباءة الشرعية صفتها السياسية والسيادية الأصيلة… تم استبدال هدف التحرير والاستقلال بمنصب وزاري أو عضوي في مجلس قيادة، وهي مواقع لا تملك قراراً حقيقياً.”
هذه المناصب “الفخفخة” باتت، وفقاً للمرقشي، مجرد “واجهة لتنفيذ أجندات الوصاية الإقليمية”، ما يجعل أي حديث عن تمثيل الجنوب في مفاوضات الحل مجرد وهم، طالما ظل القرار رهناً للتبعية الخارجية والمال السياسي.
كارثة الخدمات: السخط على وشك الانفجار
يربط التصريح بشكل مباشر بين الفشل السياسي للنخبة وبين الانهيار المعيشي الذي يكتوي به المواطن الجنوبي. ويشير إلى أن التدهور الخدمي ليس عفوياً، بل هو “تدهور مُتعمَّد ومُمنهج” يغذي حالة الغضب الشعبي.
الفشل المُركَّز: أزمة الكهرباء الخانقة، انقطاع الرواتب، الفوضى الأمنية، ونهب الموارد.
وقود الثورة: يحذر المرقشي من أن التناقض الصارخ بين ثراء القيادات وجوع الجماهير هو “الوقود الحقيقي للثورة القادمة”، ما يشير إلى أن حالة السخط قد تحولت إلى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة.
⛓️ حصار الإرادة: الجنوب ورقة مساومة إقليمية
يذهب التحليل إلى ما هو أبعد من الفساد الداخلي ليضع الأصبع على جرح الارتهان الخارجي. حيث يؤكد المرقشي أن القيادات الحالية لا تمثل الشعب بل تمثل “المصالح الخارجية” التي وظفتها. وعليه، فإن:
القرار الوطني مرهون: أصبحت القضية الجنوبية “ورقة مساومة في دهاليز التحالف” تُستخدم لخدمة توازنات القوى الإقليمية.
تبرير البقاء: إن الدفاع المستميت لبعض القيادات عن بقائها في إطار “الشرعية” رغم كل هذا الانهيار هو دليل على “حالة الارتهان والتبعية التامة”، حيث يعني الخروج خسارة “العطايا والمكاسب”.
الدعوة إلى “الصحوة الوطنية”
يختتم الدكتور المرقشي قراءته بالدعوة إلى مخرج جذري، مؤكداً أن المسار الحالي “عبثي وفاشل يقود إلى كارثة”. ويشدد على أن الحل الوحيد هو إطلاق “صحوة وطنية حقيقية” تهدف إلى نبذ القيادات المرتَهنة، وانتزاع القرار الجنوبي من براثن الوصاية، وإعادة القضية إلى مسارها الأصيل القائم على التحرر والسيادة.
هل تود مني أن أنشر هذا التحليل الصحفي عبر منصة معينة أو أعدل في نبرته؟
















