بين النازحين والهجرات الأفريقية.. مستشفى الغيضة ينهض بواجب إنساني فوق طاقته

29 أكتوبر 2025آخر تحديث :
بين النازحين والهجرات الأفريقية.. مستشفى الغيضة ينهض بواجب إنساني فوق طاقته
سمانيوز/ المهرة/جميل مختار

كشف الاخ محسن محمد بلحاف، مدير مستشفى الغيضة المركزي بمحافظة المهرة، في مقابلة خاصة عن تحديات جسيمة تواجه المنشأة الصحية الأهم في المحافظة، وسط ضغوط هائلة نتيجة تدفق النازحين من المحافظات اليمنية وموجات الهجرة غير المنتظمة عبر القرن الأفريقي.

حيث أوضح بلحاف في بداية حديثه أن المحافظة “تستقبل أعداداً كبيرة من النازحين بسبب الأزمات والحروب في المحافظات الأخرى، إضافة إلى تدفق الأخوة الأفارقة عبر الحدود”، مشيراً إلى أن هذه الموجات البشرية “شكلت عبئاً كبيراً على الخدمات، سواء الصحية أو غيرها”.

وأكد مدير المستشفى على التزام منشأته بالواجب الإنساني، قائلاً: “نحن في مستشفى الغيظة، الجانب الطبي والعلاجي متوفر للجميع دون تمييز”. وتابع موضحاً حجم التحدي: “وقد نواجه في بعض الأحيان حالات من مجهولي الهوية أو دون مرافقين، ونتحمل جزءاً كبيراً من تكاليف علاجهم، خاصة في حالات الحوادث الطارئة.
ولابد أن نؤدي الخدمة الإنسانية كواجب أساسي في هذا الأمر”.
وعن التحديات التشغيلية، سلط الدكتور بلحاف الضوء على أزمة الكادر الطبي، قائلاً: “الكادر أصبح مضلوما مقارنة با العبء و العمل المثقل عليهم “، مما دفع الإدارة والسلطة المحلية إلى توفير حوافز مالية وعينية لتثبيت الأطباء، سواء اليمنيين أو الأجانب من دول مثل روسيا وسوريا.

وأضاف ان “الرواتب الأساسية شحيحة وقليلة وفقاً للسلم الوظيفي في اليمن بشكل عام، لذلك تتكفل السلطة المحلية بتوفير بدل طعام وإقامة ومواصلات بالإضافة إلى رواتب تعويضية حسب التخصص والخبرة”.

وحول الطاقة الاستيعابية، أوضح أن المستشفى مصمم لـ 110 أسرّة، ولكنها “في حالات الطوارئ والأزمات تزيد إلى 120 سريراً”. وكشف عن وجود 4 غرف عمليات، “اثنتان فقط تعملان حالياً، بينما الأخريان تحت الترميم والتأهيل”، مؤكداً أن أقسام الطوارئ والعناية المركزة أيضاً “تحتاج إلى تأهيل”.

وعن التجهيزات، أشار إلى دخول أجهزة حديثة في المختبر وأجهزة التنفس الصناعي، لكنه حذّر من “نقص حاد في المعدات الجراحية المتخصصة، مثل أدوات جراحة الأعصاب وفتح الصدر”، مؤكداً أن هذا النقص “يعيق إجراء العمليات وفق المعايير الدولية”.

ولفت إلى حاجة المستشفى الماسة إلى جهاز فصل بلازما الدم، “وهو من الاحتياجات الحرجة بسبب كثرة الحالات التي تحتاج نقل دم”، معرباً عن أمله في توفير هذا الجهاز لإنقاذ حياة الكثيرين.

واختتم الدكتور بلحاف حديثه بتوجيه نداء عاجل إلى معالي رئيس مجلس الوزراء ووزارة الصحة العامة والسكان، مطالباً بـ “رفع مستوى المستشفى إلى مصاف المستشفيات المرجعية (المركزية)” كاهيئة مؤكداً أن هذا “مطلب جماهيري قبل أن يكون إداري”.

كما ناشد المنظمات الدولية “بدعم عمليات الصيانة الدورية للأجهزة الحساسة وتوفير المستلزمات الطبية والأدوية الأساسية التي تعاني من نقص متقطع”، خاصة أدوية الأمراض المزمنة وبعض المضادات الحيوية.
يعد مستشفى الغيضة المركزي الحكومي الوحيد في محافظة المهرة وشريان الحياة الرئيسي لأهالي محافظة المهرة والنازحين والمهاجرين العابرين، وتقدم خدماتها عبر 12 تخصصاً طبياً، مع طموح مستقبلي لافتتاح تخصص أمراض القلب لتلبية الاحتياج المتزايد