
في تعزيز الانتماء العربي والوعي القومي والولاء تجاه القضيّة الفلسطينيّة ومناهضة الكيان الصهيوني بالمنطقة ورفضًا للمشاريع التي تستهدف تهويد هوية أرض وشعب فلِسّطيّن بحصاره وقتله وتهجيره أولًا ، ثمّ خطر قوى نفوذ جُغرافيّة السياسة والاقتصاد (جيواقتصاديًا وجيواستراتيجيًا) للبُلدان العربيّة لمنهجيّة السياسة الدولية وازدواجيتها ، وذلك ثانيًا ، وثالثًا ، وعاشرًا ، وحمايةً للأجيال من التغريبة والمخاطر التي تعمل على تجريف واستلاب العقول وضرب ومسخ هويّاتها الحضاريّة العربيّة و التّاريخيّة ، فإنّنا اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى بحاجةً ماسةً إلى التلاحُمْ والتآخيّ الحقيقي بمبدأ تكريس الحياة الأخلاقيّة والإنسانيّة وقبل أن تكون دينيّة ، أي بمعنى سبقيّة الأخلاق والرحمة ، في القيام بجهود تفعيل إنتاجيّة المناسبات والمؤسسات والمنظمات العربيّة
فعلى مستوى الرياضة يجب إحياء وعودة بطولة كأس فلسطين بمسمّاها كما كانت وتحديدًا في زمن السبعينيّات ، وللتذكير فآخر بطولة أُقيمتْ في “تونس الخضراء” عام 1975م ، وكان المُنتخب الفلسطيني مشاركًا ضمن المُنتخبات العربيّة العشرة المُشاركة بالدورة آنذاك. وفي السياسة هي صرخة ودعوة لمُصلحة وعي جمعي يتطلب البدء في قيام إصلاح منظومة جامعة الدوّل العربيّة بإعطاء دورًا محوريًا أخلاقيًا وسياديًا وسياسيًا واقتصاديًا وفكريًّا ونهضويًا بحيث يكون حضورها لهُ تأثير مصيريّ وتنعكس فاعليتها إيجابيًا وبما ينبغي أن تكون عليه في تأدية مناط مهامها لقضايا المنطقة ومصالحها، لتقوم بوضع حلول وخُطَط استراتيجيّة تنمويّة وقوميّة مُستقبليّة آمنة لضمان حق رفاهيّة وكرامة أُمة الضّاد ، وبخلق نمط حياة كريمة يليق بها لتعيش بسلام، ولتأسيس عقد اجتماعي جديد يواجه ويواكب تحديّات وتطورات العالم وتحديثاته في شتّى المجالات ، عقلًا عربيًا يُفكّر ويتأمَّل ويُمحّص، يُخلِّص ويُنقّي ويمتلك رؤية وتفكيرًا نقديًا إبداعيًا ، لا مُجرّد عقل مرهون وبلا حلم أو مخيال مُستقل ووجوده هامشيًا، تبعيًا، ضعيفًا، خائفًا، مستكينًا يقبع في جهله وفقره وجوعه وموته وتشريده وإقصاءه وتبليدُه وتسويقهُ كمُنتج مُستهلك وبثقافة وطنيّة بدائية مشاعية وزائفة أيضًا بقصد التجهيل المُمنهج. ليغرق في أزماته الفكريّة وصراعاته السياسيّة والاقتصاديّة والخدميّة واحتياجاته الحياتيّة.
أجزمُ بأنّ التقارُب العربي كيّ تنهض الأُمة من سُباتها العميق والمُمدّد والمُمتد من المحيط إلى الخليج ومن الشمال إلى الجنوب فشرقًا وغربًا ، فهيَ شعوب تنتقص لفكرة تحديثيّة تقريبيّة وإرادة تُقيّم حاضرها ومستقبلها وحتّى تتخلّص من التبعيّة الأجنبيّة ، ولأجل أن تحمي أراضيها وتراثها وثرواتها و مُكتسباتها وتُحافظ على مخزونها البشريّ الهائل والذي بدون شك سيُبدع ويُثمر عندما تُتاح له مقومات الحياة والبُنى السليمة والصحيحة. وهنا يقع الخلاص على نظرية ذكاء القيادة في تقييم المواقف خلال نهايات القرن العشرين وما بعد الألفيّة الثالثة ، لاسيما منذُ بداية صعود وظهور قوة الأحاديّة القُطبيّة..
– عدنان حلبوب |
متخصّص في العلوم السياسية وبحوث العلاقات الدولية.








