شهدت العاصمة المؤقتة عدن اليوم حالة من التوتر الأمني الشديد، بعد أن احتشد الآلاف من أبناء قبائل الصبيحة، إلى جانب وفود قبلية من مختلف مناطق محافظة لحج وخارجها، في وقفة احتجاجية حاشدة أمام بوابة قصر معاشيق، للمطالبة بالإفراج عن الشيخ عصام عبدة هزاع الصبيحي، المعتقل منذ أشهر رغم صدور قرار النيابة الجزائية بعدم وجود وجه لإقامة الدعوى ضده.
غير أن هذه الحشود قوبلت بإجراءات أمنية مشددة، حيث نصبت قوات الأمن نقاط تفتيش متعددة لمنع وصول المحتجين إلى محيط معاشيق. وأفاد شهود عيان أن الحشود انقسمت إلى مجموعات وسلكت طرقاً متعددة لمحاولة الوصول، إلا أن قوات الأمن اعترضت طريق نحو 60 سيارة محملة بالمشاركين عند جولة كالتكس، حيث قامت المدرعات والاطقم الأمنية باعتقال عدد منهم واقتيادهم مع باصاتهم إلى جهة غير معلومة.
وفي الجهة الشرقية من العريش، أقدمت وحدات أمنية مدعومة بمدرعات وأطقم مسلحة على إطلاق الرصاص الحي وقطع الطرقات المؤدية إلى المكان، في محاولة لتفريق المتظاهرين القادمين من تلك الجهة. كما دفعت السلطات بتعزيزات إضافية من القوات لمنع اقتراب أي مجموعات أخرى من موقع الاحتجاج.
المحتجون رفعوا لافتات تطالب باحترام سلطة القانون، وناشدوا النائب العام والسلطة القضائية، إلى جانب المنظمات الحقوقية والدولية، التدخل العاجل لوقف ما وصفوه بـ”الانتهاك الصارخ للقانون” واستمرار “الاعتقال التعسفي” للشيخ عصام هزاع، رغم تبرئته من التهم المنسوبة إليه.
وتأتي هذه التطورات في ظل تنامي الغضب الشعبي والقبلي تجاه ما يعتبرونه استهدافاً ممنهجاً لأحد أبرز رموز القبائل في جنوب اليمن، المعروف بدوره في الوساطات القبلية وحقن الدماء.
