القوى الخفية وتأثيرها على الهوية الإنسانية قراءه في نموذج محمد رمضان وامثله رياضية وفنية

15 أبريل 2025آخر تحديث :
القوى الخفية وتأثيرها على الهوية الإنسانية  قراءه  في نموذج محمد رمضان وامثله   رياضية وفنية
محمد علي الحريبي

أنا كنت من المتعصبين جدًا لتشجيع منتخب ألمانيا…
ولكن هناك تحول حدث مؤخرًا عندما لم يعد المنتخب يمثل الصناعة والآل الألمانية الصلبة، وإنما أصبح يمثل، نموذج تنبذه قيمي الإنسانية ( كاس العالم قطر ) .
اذا انتهت علاقة العشق بالكرة الألمانية لتستحوذ عليها الأرجنتين وتتقاسمها مع البرازيل والمغرب العربي الذي يتصدر قائمة اهتمامي.
عندما تتفسخ الحضارات بسبب الثراء المفرط وتبدأ قيم وثقافة الشعوب في الانهيار، يبدأ التحول و تصبح رخوة وغير قادرة على النهوض…
وكذلك عندما تصل المجتمعات إلى الفقر المدقع، أو تعيش حالة صراعات مستمرة تصبح قابله التفريط بقيمها والتحول .
من خلال نموذج منتخب ألمانيا هنا، يمكن القول إن هناك من عمل جاهداً على إحداث ذلك التغيير الذي يُنظر إليه على أنه خطير، لإضعاف تلك الأمة التي كانت تتمتع بمكانة كبرى في مختلف المجالات. فلن تجد اليوم السيارة الألمانية الفاخرة بذلك المستوى الذي كانت عليه سابقًا.
وهنا أقول:
لا عجب أن العالم يعشق كريستيانو رونالدو، ولكن السؤال: لماذا؟
قد يشكل نموذجًا فريدًا في الغرب، فهو لاعب كبير حقق إنجازات عظيمة ويمتلك شخصية ملهمة. فرغم أنه قد بلغ من الثروة ما يجعل مجرد التفكير في الوصول إلى عدد المعجبين به في العالم ونفس الثروة والحجم مثل مغنٍ مصري اسمه محمد رمضان أمرًا بعيد المنال، فإن كريستيانو لم يفعل ما يفعله المغني المصري.
العالم يعشق النماذج التي تمثل القيم النبيلة والسلوك الأخلاقي القويم، ولا تغيرها الظروف المحيطة أو التأثيرات الخارجية، بل تمثل مصدر إلهام للإنسان المثالي وليس لغير ذلك.
لهذا، مغنية مثل أديل تشكل حالة نادرة أيضًا. فكونها تعتبر من أعظم الأصوات التي يمكن أن يُقال عنها “أم كلثوم الغرب”، فهي أيضًا تحمل تلك الملامح التي يحملها رونالدو… فرغم أن المغنيات الغربيات ينشرن ثقافة يُنظر إليها على أنها تابعة لتلك القوى الخفية، ويضعن الأوشام في أجسادهن، ويعززن ثقافة الانحلال الأخلاقي… إلا أنها تمثل حالة فريدة، وأقصد أديل.
لا شك بأن هناك قوى خفية تسعى لإحداث تغييرات في قيم وسلوك البشرولديها مخططاتها وأدواتها ووسائلها.ومنها ‘ لاعب كرة قدم أو مغني
فنحن نعيش اليوم في عالم أصبح قرية صغيرة، وأصبحت الطفرة التكنولوجية التي يعيشها العالم تفوق مستوى الاستيعاب، فما بالك بتأثيراتها.
وتلك المنظمات التي توجد في كل البلاد وتغلق أبوابها وتمتع بقوانين خاصة لا تستطيع حتى الدول التي تتواجد فيها مفراتها الدخول لها ، إلا وفق إجراءات خاصة.
وتعمل في كل العالم ولكن السؤال ، ما طبيعة عملها وارتباطها بتلك القوى التي تسن قانون المثلية وتشرعه على البشر؟
لهذا، أنا أعتبر محمد رمضان عبارة عن انعكاس لصناعة تلك القوى الخفية، وليس هو فقط، وإنما يوجد الآلاف، ربما الملايين في عالمنا العربي، والذين أحدث فيهم هذا الأمر، وهي تستهدف المجتمعات التي تتمسك بقيمها.
كنت أتساءل: لماذا كان الكثير يعشق مايكل جاكسون وهو يمثل أيضًا حالة غريبة؟ هل لأنه كان ضد العنصرية، ومحاولة مقاومته لها من خلال إحداث تغييرات في جسده، أم للرقص والأغاني، أم أنه أحد نماذج تلك القوى؟
أعتقد من وجهة نظري أن مايكل جاكسون كسب تعاطفًا عالميًا لكونه وُجد في مجتمع كانت العنصرية واحتقار الإنسان الأسود تشكل حالة استياء عالمي، إلى جانب إبداعه الفني الذي استُغل.
نعم، نحن في عالم تسيطر عليه قوى خفية مثل الماسونية…
وطبعًا، تلك القوى تصنع أشكال نماذج متعددة تحت مبدأ “الحريات والتعدد الفكري”، وتدفع بنماذج مثال: نموذج المتدين المتطرف، نموذج المتدين المعتدل، نموذج الليبرالي، لتوصلك إلى نموذج محمد رمضان… تُصنف المتطرف إرهابيًا، والمعتدل مشكوكًا فيه ومهددًا، والليبرالي جيد لأنه في الأخير سيمنحك مجتمعًا متفسخًا.
ولكي تضمن تنفيذ مشاريعها، تسن القوانين الدولية الجديدة، ومنها تشجيع المثلية وغيرها، والتي جعلت حارس مرمى منتخب ألمانيا مثليًا، وجعلت المنتخب يرتدي شعار المثلية.
ومع هذا، النتيجة تكون بعد أن كان منافسًا ضمن الثلاثة المنتخبات الأولى في قائمة تصنيفات الفيفا سنوات طويلة كأفضل المنتخبات، تجده اليوم يتدحرج إلى أسفل القائمة… وهذا يشمل كل الفئات بمختلف التخصصات وبكل الجوانب.
لا شك أن واقعنا العربي اليوم يشهد أكبر حالة تفسخ وانهيار أخلاقي وإنساني وضعف، وتؤكده أحداث غزة، وما وصلت إليه الدول العربية من ضعف، وهذا نتيجة أن القوى الخفية المؤثرة تتلاعب فيه.
فدول الخليج، لكي ترضي تلك القوى التي تتحكم بالعالم… أحدثت تغييرات كبيرة جدًا في واقعها وفي قيمها… قد يرى البعض أنه إلى الأفضل، ولكن الحقيقة أنه إلى الأسوأ لكونها أصبحت ، تدفع مئات التريليونات فقط لتبقى.
نحن في اليمن، نموذجًا يتحدث عن واقع تتناحر فيه تلك نماذج التطرف بأشكالها ونماذج المعتدل ونماذج محمد رمضان
، وبدعم تلك القوى التي جعلتنا اليوم في اليمن نشاهد انتشارًا لحالة التفسخ لالتي جعلت البعض يتحول إلى أنثى….لهذا قد ربما يشكل محمد رمضان حالة افضل من التفسخ مقابل الكثير من الحالات التي تفسخت اخلاقها وانسانيتها وايضا هويتها ..