
عقد منتدى منبر عدن ندوة قيمة، وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للعميد علي شتظور الذي دأب على محاولاته النبيلة لجمع شتات الجنوبيين بمختلف توجهاتهم. إن هذه البادرة ليست بغريبة على قامة وطنية يكن لها الجميع كل الاحترام والتقدير.
في هذه الندوة، استمعت بإنصات شديد إلى مداخلة اللواء صالح علي زنقل، وهو الرجل الذي يحظى بمكانة خاصة في قلبي، وأشعر بصدق وطنيته وإخلاصه، فضلاً عن وعيه الكبير وإدراكه العميق لمجريات الأمور.
لقد وجدت هذه الكفاءة الوطنية، التي يشهد سجلها الوطني والتاريخي والنضالي، حاضرة كبقية المتواجدين، وهي إحدى القيادات البارزة في المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقد طالب اللواء زنقل بضرورة إعادة تقييم الأوضاع، كما أكد على أهمية احتواء المقاومة الجنوبية ضمن التشكيلات العسكرية، خاصة بعد ما سمعناه عن هيكلة القوات العسكرية. وتطرق في حديثه إلى العجز الذي تعاني منه بعض الهيئات في فرض وجودها داخل المؤسسات الحكومية التي يرى أنها ما زالت خاضعة لمن وصفهم بـ “العفاشيين”.
كما شدد اللواء على ضرورة احتواء الكفاءات التي تم إقصاؤها، ونصح بعدم الانجراف وراء مطالب التحالف دون تحقيق مكاسب واضحة وملموسة للقضية الجنوبية.
ومن منطلق خبرته العسكرية ومعرفته بطبيعة المعارك التي خاضها الجنوبيون مع الشمال، نصح اللواء زنقل بعدم التوغل في الأراضي الشمالية، مؤكدًا أن التجارب السابقة أثبتت خطورة ذلك، حيث قال: “لقد توغلنا إلى عمق مناطق شمالية ولم نجد سوى الغدر والخيانة”.
هذا ما تفضل به اللواء صالح علي زنقل، وهنا يثور في ذهني تساؤل: أيُعقل، وهو قيادي في المجلس الانتقالي، ألا يستطيع إيصال هذه الرؤى الهامة إلى صانع القرار داخل المجلس؟
لقد سبق لي، قبل ثلاث سنوات، أن نصحت رئيس لجنة الحوار ورفاقه بضرورة البدء بحوار داخلي جاد ومثمر في إطار المجلس الانتقالي. واليوم، أجدد هذا الطلب بإلحاح، فما الفائدة المرجوة من حوارات خارجية تشارك فيه قيادات عليا في المجلس تعيش حالة من العزلة والانفصال عن صانع القرار والمؤثرين في أروقة مجلسهم الموقر؟
إن الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تفعيل قنوات التواصل الداخلية وتعزيز الحوار البناء الانتقالي الانتقالي نفسه ، لضمان أن تصل أصوات الجنوبين وهمومهم إلى القيادات وصناع القرار، وبما يخدم مصلحة القضية الجنوبية العليا.