وصف المحلل السياسي والأكاديمي الجنوبي، الدكتور حسين لقور بن عيدان، الجدل الدائر مؤخرًا حول فكرة تقسيم الجنوب العربي إلى أقاليم شرقية وغربية بأنه مجرد “مزايدات سياسية” و”عبث لن يثمر إلا الفشل” في ظل الظروف الراهنة.
وأشار الدكتور لقور في تصريحات له إلى أن هذه النقاشات المكثفة، والتي تبدو ظاهريًا كطرح لرؤى مستقبلية للنظام السياسي والإداري، تثير تساؤلات جدية حول مدى واقعيتها وجدواها في ظل الغياب الواضح للأسس الدستورية والتنظيمية الضرورية.
وحذر من أن بعض الأطراف السياسية التي لا تجد لها موطئ قدم في مستقبل الجنوب قد تستغل قضية الأقاليم كأداة للمزايدة وكسب التأييد الشعبي من خلال اللعب على “العصبيات الجاهلية”. وأوضح أن الجمهور قد يقع ضحية لتصوير الأمر على أنه وشيك التنفيذ، بينما يدرك القائمون على هذه الطروحات تمامًا أن الطريق لا يزال طويلًا ومليئًا بالتحديات.
واعتبر الدكتور لقور أن محاولة تصوير الأمور وكأنها جاهزة للتطبيق الفوري لا تعدو كونها “سفسطة سياسية” تهدف إلى كسب الوقت أو المزايدة على حساب الوعي الجمعي.
وأكد أن الحديث عن الأقاليم في الجنوب العربي سيكون جزءًا من نقاشات مستقبلية ضرورية، لكنه في الوقت الحالي يبدو بعيدًا عن أرض الواقع. وشدد على أن الأولوية القصوى في الوقت الراهن يجب أن تنصب على بناء مؤسسات الدولة الجنوبية القوية، وتعزيز الحوار الوطني الشامل، ووضع أسس قانونية ودستورية متينة تكون بمثابة القاعدة الصلبة لأي مشروع مستقبلي، بما في ذلك فكرة النظام الاتحادي.
وختم الدكتور لقور تصريحاته بالتأكيد على أن هذه “السفسطة السياسية” ليست سوى ضجيج لا يخدم القضية الجنوبية، مؤكدًا أنه “لا إقليم شرقي ولا غربي الآن بل عبث لن يثمر إلا الفشل”.