رصدت صحيفة “سما نيوز” اليوم عودة الحركة والنشاط إلى ميناء عدن، وذلك بعد فترة توقف طويلة. وشهد الميناء رسو عدد من السفن التجارية وبدء عمليات الشحن والتفريغ، مما يعكس بارقة أمل في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
**عودة النشاط تأتي بعد استهداف الحديدة:**
يُشار إلى أن عودة النشاط الملحوظ في ميناء عدن تأتي في أعقاب استهداف ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر من قبل الطيران الأمريكي. وقد أدى هذا الاستهداف إلى تعطيل الحركة التجارية في الميناء الشمالي، مما دفع بعض الشركات التجارية إلى تحويل مسار سفنها نحو ميناء عدن كبديل مؤقت أو دائم.
**تفاؤل حذر وتحديات اقتصادية ماثلة:**
وفي هذا السياق، أكد عدد من الاقتصاديين في تصريحات خاصة لـ “سما نيوز” أن عودة النشاط إلى ميناء عدن قد تساهم بشكل إيجابي في خلق نوع من الاستقرار الاقتصادي النسبي في المناطق الجنوبية. ويرى الخبراء أن زيادة حجم البضائع المتداولة عبر الميناء يمكن أن ينعكس إيجابًا على توفر السلع وتقليل حدة بعض الأزمات المعيشية.
إلا أن الاقتصاديين حذروا في الوقت ذاته من أن هذا التحسن الظاهري يواجه تحديات اقتصادية جسيمة، يأتي في مقدمتها الانهيار المتسارع للعملة المحلية (الريال اليمني). وأوضحوا أن التدهور الكبير في قيمة العملة يقلل من القدرة الشرائية للمواطنين ويُهدد بارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، مما قد يُفشل أي محاولات لتحقيق استقرار اقتصادي حقيقي.
**البلاد على شفى وضع كارثي:**
وحذر الاقتصاديون من أن استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية، بالتزامن مع التحديات الأمنية والإنسانية القائمة، يُنذر بأن البلاد تقف على شفى وضع اقتصادي كارثي ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة وشاملة على صعيد السياسات النقدية والاقتصادية.
**دعوة إلى تضافر الجهود:**
وفي الختام، أكد الاقتصاديون على ضرورة تضافر جهود الحكومة والجهات المعنية والقطاع الخاص والمجتمع الدولي للتعامل مع هذه التحديات المزدوجة، والاستفادة القصوى من أي فرص اقتصادية سانحة، مثل عودة النشاط إلى ميناء عدن، بما يخدم مصلحة المواطنين ويساهم في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.