الترقيع في الثوب القديم عبث كبير..

5 أبريل 2025آخر تحديث :
الترقيع في الثوب القديم عبث كبير..
سمانيوز/عبدربه الزهري

من أكبر الأخطاء والسلبيات في مجتمعنا اليمني خاصة” وبعض المجتمعات العربية عامة ” هو التشبث بكل ماهو قديم وماضٍ و الإصرار على إعادة تدويره من جديد كمنتج دائم الصلاحية، وغير قابل للانتهاء في كل مراحل هذا الزمان المتجدد بالأفكار و الخبرات والمهارات و الطرق و الأساليب” خاصة تلك المسماة “بالرموز” من القيادات والمشائخ و الوجاهات والشخصيات الاجتماعية التي عملت منذ حقبة الخمسينيات والستينات وغادرت بعد ذلك ساحات العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والوطني بإ يجابياتها و سلبياتها متجهة من منذ زمن طويل إلى بناء حياتها الخاصة بعيداً عن كل ماله علاقة بهذا الأمر أو ذاك بعد أن تم استنفاذ طاقاتها وشتى خبراتها من خلال ما قد قدمته من واجب ونضال مسبقاً ولفترات جداً طويلة مضت

دون أدنى تفكير أو استفادة أو الأخذ بعين الاعتبار بأهمية ما هو في متناول اليد من ذلك الكم الهائل للكوادر الوطنية “الشابة” المتسلحة بكل ماهو جديد ومفيد وفاعل والتي تتحلى بالنشاط وتمتلك الخبرات العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ذات الفكر المتقد والهمة العالية في شتى المجالات والتخصصات ..

ثروات جداً هائلة من الشباب والشابات خريجي الجامعات والدراسات الأكاديمية العليا لم يُسْتَفَدْ منها حتى الآن ولم تتح لهم أدنى فرصة للمشاركة في بناء هذا الوطن الغالي والنهوض به من براثن التردي رغم قلة تكلفتهم وبساطة متطلباتهم التي لن تكلف هذا الوطن المعطاء ربع ما سيكلفة ذلك الإرث القديم المراد له الحياة مرة أخرى من خلال إعادة تدويرها من جديد ..

فلماذا لا يتم فتح أبواب بناء هذا الوطن وتنميته و تشييده أمام هذا الكم الهائل من الكادر الشبابي المؤهل علمياً و أدبيا ونفسيا وثقافيا وجسديا..!!؟

ولماذا لاتتاح لهم فرصة إخراج أفكارهم وتفجير طاقاتهم وإبراز مواهبهم المكبوتة وترجمتها عملياً في ساحات العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي كحق مشروع لهم من ناحية ، وكواحب وطني وأخلاقي تجاه وطنهم و أهليهم من ناحية أخرى !!؟

الأوطان لا يمكن لها أن تبنى بالمجاملات و المحسوبيات وضعف الخبرات بقدر ما تحتاج في بنائها الى التجديد والتطوير المستمر وذلك لن يحدث إلا في حالة واحدة فقط”. وهي فتح جميع الأبواب الموصدة على مصراعيها أمام كافة الخبرات العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشابة ومواكبة التطور فكريا وجسديا و عمليا وأخلاقيا وهذا هو بالذات دور ذوي المؤهلات العليا والخبرات الحديثة والشخصيات النزيهة المحترمة ..