“عشرة أعوام من الحرب في اليمن: دروس من الدمار والضياع”

28 مارس 2025آخر تحديث :
“عشرة أعوام من الحرب في اليمن: دروس من الدمار والضياع”
نايل عارف العمادي

مرت الذكرى العاشرة على الحرب في اليمن، وكان الحرب بدأت بالأمس عشرة سنوات من الحصار والدمار والتشرد والضياع. مرت على الشعب اليمني عشرة سنوات، والشعب اليمني يحلم بالقضاء على المشروع الإيراني، الذي من خلاله تدخلت السعودية والإمارات عسكرياً في اليمن، من أجل الحفاظ على أمنهم القومي وحماية مصالحهم في باب المندب وليس من أجل القضاء على المشروع الإيراني أو المحافظة على مقدرات ومكاسب الشعب اليمني كما كان يزعمون.

عشرة سنوات تحولت فيها الكثير من القيادات إلى مرتزقة وتجار حروب، همهم فقط مصالحهم الشخصية ومكاسبهم المادية. عشرة سنوات أنفقت فيها السعودية والإمارات ملايين من الدولارات، لكنهما نجحت في الابقاء على اليمن ممزقاً بين مشروع إيراني في شمال الوطن ومشاريع استعمارية أخرى في جنوبه.

صدقنا ذات يوم أن التحالف العربي بقيادة السعودية يقاتل من أجل اليمن أو بالأصح خدعنا من قبل الأشقاء، لم نكن ندرك الأهداف الخفية للحرب في اليمن إلا بعد عشرة سنوات، فات الأوان ولم يعد ينفع الندم.

السياسيون القابعون في فنادق الرياض يدركون أن التحالف العربي بقيادة السعودية يماطل في القضاء على حركة الحوثي، لكنهم عاجزون عن البوح بذلك لأنهم أصبحوا بلا وطن مشرودين، فالتراب اليمني لا يقبل الخونة والمرتزقة ولا قيمة لهم إلا عند أسيادهم.

لا فرق بين أطماع إيران في اليمن وبين أطماع الدول الخليجية، فإيران عبر مليشيا الحوثية كرست المذهب الشيعي ومحاربة الصهيونية والدول الخليجية عبر المرتزقة وعباد الريال السعودي كرسوا الوهابية ومحاربة المد الفارسي، وضاع اليمن بينهما.

ومن خلال مجموعات الواتساب ينتظر رئيس مجلس القيادة اليمني ونوابه ومجلس النواب والوزراء خبر صرف مستحقاتهم المالية عبر مجموعاتهم التي يمارسون من خلالها مهامهم، يدركون جيداً أن المال الذي يصرف لهم ليس دون مقابل، فالمقابل هو التفريط بالسيادة اليمنية والتزام الصمت، والصمت يكفي أحياناً لتدمير وطن!

في رمضان يدعو المسلمون ربهم طالبين المغفرة والرحمة، إلا في اليمن فإن الشعب يدعو بعضه على بعض، ولو وجه الشعب دعاءه على قادته لكن حاله أفضل، سكان صنعاء يدعون أن تتحرر عدن من الاحتلال السعودي والإماراتي، وعدن تهلل وتلهج بنفس الدعاء، ولكن أن تتحرر صنعاء من الاحتلال الفارسي الإيراني، وبين احتلال في صنعاء واحتلال في عدن ضاعت سفينة النجاة، وأصبح المواطن اليمني على مشارف الغرق، أن لم تحدث معجزة، وأعتقد أن زمن المعجزات ولى!