
يا الله، إلى متى ستستمر معانات من كاد أن يكون رسولاً؟ إلى متى ستستمر معانات المدرسين في اليمن؟ إلى متى ستستمر هذه المعاناة التي تؤرق قلوبنا وتجفف دموعنا؟
وكأن المدرس والظلم رفيقان، لا يتخلى أحدهم عن الآخر. من مطالبنا البسيطة جداً هي أنصاف المدرس، واعطاء التدريس حقه. لا نهوض لمجتمع ظلم فيه المدرسون، وتمجد فيه الجهلة. لا نهوض لمجتمع يهمل قيمة المعلم، ويستخف بحقوقه.
يا الله، أنت أعلم بحال بلادنا، وما تمر فيه من مأسي وتهميش للمعلمين. فنصف كل المظلومين أنت الملجى الوحيد، حينما يتكالب اللصوص والخنازير على هذا الوطن. أنت أعلم بآلامنا، وأنت أعلم بحقوقنا. أنت القادر على رد الحقوق لأهلها، فرد حق المعلمين يا الله.
يا الله، أنت أدرى ومطلع على كل ما يحدث، فحكم من عندك. بدل أن يمجد المدرس ويرفع من شأنه، أصبح يستباح حقه ويهمش على أيدي من تسلقوا سلم السلطة. أصبح المدرس هدفاً للانتقاد والاهانة، بدلاً من أن يكون قدوة ومثالاً للأجيال.
ماذا فعلت بنا الأسر الحاكمة؟ هل كان عدلها وإنصافها؟ أم أنهم استولوا على حياتنا وهمشوا حقوقنا، وجعلوا منا أسرى للظلم والفساد؟ ومن العدل والإنصاف حلمًا بعيدًا، ومن بأيديهم مسؤولية كل هذا الظلم؟
بقلب يملئه الحزن، أشرح معانات المدرسين. في وقت لا يحتاجون إلى من يصطر معاناتهم، ليسوا بحاجة إلى أقلام لتكتب عن مأسيهم وحالهم، بل هم بحاجة إلى أيدي تنتزع مظلوميتهم من من ظلمهم، هم بحاجة إلى أصحاب القلوب العادلة لينصفونهم، هم بحاجة إلى أن يستجيب الله لدعاء أطفالهم الذين يكادون أن يهلكوا من الجوع. هم بحاجة إلى أن نسمع صوتهم، وأن نرى معاناتهم، وأن نعمل على حل مشاكلهم، هم بحاجة إلى أن نكون معهم، وأن نساندهم، وأن ننصرهم.
هذا الحال لا يؤدي إلا إلى جر البلاد إلى مستنقع الجهل، وإعادة البلاد إلى ما قبل العصور الوسطى. ندعو كل من له ضمير حي – من الحكام إلى المستشارين والنواب – إلى إحياء دور التعليم، الذي رفعكم إلى هذه المناصب، أنتم أعلم بأهميته، فأيقضو ضمائركم النائمة، وحاولوا إحياء التعليم، واعيدوا حقوق المعلمين، الذين يتحملون مسؤولية بناء الأجيال القادمة، وبناء مستقبل البلاد، ندعوكم إلى أن تكونوا حماة التعليم، ودعاة التغيير، وأن تكونوا صوتًا للصمت، وضوءًا في الظلام. أنتم القادرون على إحداث الفرق، أنتم القادرون على إعادة البلاد إلى مسارها الصحيح،
لا نريد أن نرى بلادنا تغرق في بحر الجهل، ولا نريد أن نرى أطفالنا يتحولون إلى أجيال غير ملمة بالتعليم. لا نريد أن نرى مستقبل بلادنا يتعرض للخطر، ولا نريد أن نرى بلادنا تتحول إلى بلاد غير قادرة على المنافسة.