أصدرت الحركة المدنية الحقوقية المستقلة “الإرادة الذاتية – Seilf Will” بيانا شديد اللهجة حول الأوضاع المعيشية المتدهورة في المحافظات الجنوبية المحررة، مؤكدة أن هذه الأوضاع باتت تنذر بكارثة إنسانية كبرى نتيجة تفشي الفساد والانهيار الاقتصادي.
وأكدت الحركة أن غلاء المعيشة وانهيار قيمة العملة وتدني الأجور التي لا تدفع بانتظام قد أثقلت كاهل المواطنين لا سيما بالمقارنة مع ما كانت عليه الأجور قبل انطلاق “عاصفة الحزم”.
وأشارت إلى أن الغلاء الفاحش في أسعار السلع الأساسية أصبح يهدد حياة المواطن اليمني الذي باتت خياراته في الحياة ضئيلة ومحدودة.
أوضحت الحركة أن مستويات الفساد قد تضاعفت بشكل مخيف خلال السنوات الأخيرة نتيجة غياب مؤسسات الدولة الرقابية وضعف السلطات التشريعية.
كما أدى هذا الوضع إلى ارتفاع معدلات الجريمة وتنامي نفوذ جماعات خارجة عن القانون تشكلت نتيجة الفراغ المؤسسي والغياب الحكومي.
وأبرز البيان أن الفئة الأكثر تضررا هي الشباب حيث اضطر الكثير منهم إلى ترك التعليم والبحث عن أعمال بسيطة لدعم أسرهم فيما هاجر الآلاف منهم إلى الخارج بحثا عن فرص أفضل.
كما تأثرت فئة المعلمين بشكل كبير إذ ترك العديد منهم مهنة التعليم ولجأوا إلى التجنيد العسكري أو العمل في مجالات أخرى.
وأشارت الحركة إلى أن هذه الأوضاع المزرية أدت إلى خلق فجوات اجتماعية كبيرة، حيث تعيش بعض المناطق طفرة اقتصادية لا تتجاوز 5% من السكان، بينما تغرق بقية المناطق في الفقر المدقع ما ساهم في تعميق الانقسامات الطبقية.
واتهمت الحركة الدول المتدخلة في الصراع اليمني بوضع الشعب في الجنوب رهينة للفساد والمفسدين مؤكدة أن هذه الدول تدير مؤسسات الدولة بطريقة تسهم في تدمير ما تبقى من البنية التحتية، بما في ذلك المصفاة وميناء عدن وشبكات الكهرباء.
و حذرت الحركة من أن المحافظات المحررة تعيش حالة من الحصار الخانق والانقسامات الحادة ما قد يؤدي إلى كارثة إذا خرج الشعب إلى الشوارع احتجاجا على استمرار التدهور دون أي تحسن يذكر.
واختتمت الحركة بيانها بدعوة الدول المتدخلة إلى تغليب الجانب الإنساني على المصالح السياسية والمطامع والكف عن استغلال معاناة الشعب اليمني لتحقيق مكاسب ضيقة مشددة على ضرورة إنهاء الصراعات ودعم استقرار اليمن.
الحركة المدنية الحقوقية المستقلة “الإرادة الذاتية – Seilf Will”