مقال الزهري العنصرية مرض مدمر

30 ديسمبر 2024آخر تحديث :
مقال الزهري العنصرية مرض مدمر
عبدربه الزهري

كم هي مقيتةٌ تلك الأساليب والممارسات التي تفوح منها رائحة “العفن العنصري” والتي دائماً ما يحرص على ممارستها بعض مرضى النفوس بشكل شبه يومي دون ذرة من حياء أو قليلاً من خجل” “من خلال بعض العبارات المنمقة والتي ظاهرها الحب والاحترام ، وباطنها الكره والبغضاء” لكل من هو مصاب بهذا الداء النتن تجاه كل من حولهم ..

ليست هذه هي المشكلة الوحيدة فقط في تلك النفس المتعنصرة والمصابة بهذا الداء العضال الخبيث” بقدر ما أن هناك مشكلة أخرى تكمن في أن ” العنصري “المعلول” بداء العنصرية” شخص “جبان” .. لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يكون شجاعاً ويظهر مافي قلبه من مرض وعلل أمام الملا، بل إنه يعمل جاهداً على إظهار عكس ماهو فيه تماماً” معتقدٱ بأنه مستتر وغير مفضوح عن إدراك الناس له من ناحية’ وفهمهم لحقيقته المزيفة والتي سرعان ما تفضحها شناعة أساليبه الملتوية وبشاعة طرق تعاطيه الفجة مع الغير” من ناحية أخرى..

وهذا المريض أو “العنصري” هو في الاول والأخير شخص عديم الجدوى والفائدة لايستطيع أن يقدم ماهو مفيد للمجتمع الذي يعيش فيه مهما بلغت مكانته ورفع شأنه في هذا المجال أو ذاك” لانه وباختصار شديد قد أصبح مصدراً من مصادر الوباء المجتمعي” ولايمكن الاستفادة منه أو الاقتراب اليه أو الثقة به مهما تزين في مظهره و تجمل في ابتسامته و حديثه .

فإنه من المحال لأي مجتمع أو مرفق أو مكون أو إدارة أن يرتقي لمستوى النهوض المنتظر وسياسة القائمين عليها لاتنظر للكل بعين المساواة’ دون تمييز عرقي أو مناطقي أو قبلي أو اسري .

وهذا تحديداً ما تخلصت منه جميع المجتمعات والشعوب المتحضرة’ التواقة لتعزيز روابط النسيج الاجتماعي والسير قدما في شتى مشارق الأرض ومغاربها نحو بناء الإنسان ولا شيء غير الإنسان” وتخلت على عجالة عن جميع أشكال التفرقة وأساليب التمييز نهائيا منذ زمن بعيد كي تتمكن من بناء تاريخها الراسخ في ذاكرة الزمن دون تمييز مدمر أو محاباه مهلكة..

فهل نستطيع نحن أبناء الجلدة الواحدة ” أن نستوعب هذا الأمر وان نتجاوز كل تلك الأمراض النفسية التي حاربتها الشريعة الإسلامية السمحاء !! ، تلك الأمراض التي أهلكت الكفائات و مزقت الخبرات ودمرت اهم ركائز المجتمع والأوطان وهو ( الإنسان ) ..