أما في هذا اليوم فقد خرجت باكرا نحو شاطئ آخر من شواطئ بحر العرب الجميلة ، وقد عانيت كثيرا من المستنقعات والبرك الآسنة التي تكونت في شوارع الحاضرة وأزقتها بفعل الأمطار الغزيرة التي انهمرت علينا ليلا قبل يومين ، وكذلك بفعل إهمال أولي الأمر الذين لم يكن يعني لهم شيئا نظافة الحاضرة أو محاربة تلك الأمور التي من شأنها خلق الأوبئة والأمراض الخطيرة وكلما من شأنه الفتك بحياة المواطن .
ومع ذلك وصلت إلى الشاطئ الآخر ، ذلك الشاطئ الجميل ، الذي يسمى ” شاطئ كود النمر ” ، مشيت على حافة البحر قليلا ، فكان مما استلفت نظري ، نظافة الشاطئ ؛ إذ لم أجد شيئا على ذلك البساط الفضي النقي من الأحياء البحرية الميتة ، أو حتى من تلك القواقع والصدف التي لاتخلو منها شواطئ البحار إلا فيما ندر .
وهنا قد يسأل سائل ، لماذا صرفت النظر عن ذلك الشاطئ الذي كنت ترتاده كل يوم وذهبت إلى شاطئ كود النمر اليوم ؟ أقول له : إن التغيير والتجديد والتطوير من سنن الحياة إلا أمتنا التي فضلت الجمود على الحركة ، والرتابة على التطور ، والقهقرى على الزحف ، والركوع للأعداء على الوقوف والمقارعة .
وبعد أن انتهيت من السير ، أخذني الفضول المعرفي ، فتوجهت بالسؤال إلى أربعة من الشباب ؛ لماذا سمي هذا الشاطئ بكود النمر ؟ أجابوا لانعلم ، عند ذلك عدت أحدث نفسي ، النمر حيوان مفترس ، وفضاؤه الرحب الغابة ، فهل كانت هذه المنطقة زاخرة بالأشجار الكثيفة ، والحيوانات المتنوعة الغريبة ، ما جعلها مجمع غابات مخيفة ؟ فضلا عن تجمع كثبان رملية ضخمة على الشاطئ (أكواد) ومفردها كود ، ماجعل النمر يعمد إلى أعلى تلك الكثبان ليلا ؛ لعله يظفر بشيء من الهواء العليل ، وقليل من البرودة التي يأتي بها البحر ؛ لأن الطقس شديد الحرارة في الحاضرة وضواحيها ، فضلا عن تمكنه من مراقبة فريسته من ذلك الارتفاع بارتياح .
ولكن لايمكن اعتبار هذا التأويل حقيقة إلا إذا أسندته بدليل مادي يقطع الشك باليقين ، في هذه الأثناء وجدت شيخا مسنا جالسا على الشاطئ ، ينظر إلى البحر ، فسألته السؤال نفسه ؟ فأجاب : لقد كانت هذه المنطقة قبل احتلال الإنجليز لها ، غنية بالأشجار الكثيفة ، ومليئة بالغزلان وغيرها من الحيوانات ، الأمر الذي جعل النمر يستوطن هذه المنطقة ، ويقتات من لحوم الحيوانات فيها ، ويجعل من الكثبان الضخمة في هذا المكان مستراحا له ، ما أدى إلى تسمية هذا الشاطئ باسمه ، كما أردف قائلا : أتمنى أن يظل هذا الاسم كما هو مرتبطا بتاريخ هذا الشاطئ الجميل ، وأن يسلم من عاصفة رياح الفوضى التي دمرت البلاد وأنهكت العباد …
- بعد توقف التعليم .. سما نيوز ترصد آراء معلمين وطلاب في مدارس العاصمة عدن
- اختتام ناجح للمركز التدريبي السادس لتعليم الاطفال السباحة بعدن
- عاجل : الحركة المدنية الحقوقيه المستقلة ( الإرادة الذاتية. Seilf will ) ترفض الإضراب وتطالب بالاعتصام أمام مبنى قصر معاشيق
- عدن تشهد انعقاد القمة النسوية السابعة
- الزمالك يتغلب على فالنج في بطولة بن عفرار لاندية سقطرى
- العين يهزم زارة وينال كأس الـ 30 من نوفمبر
- الوصل يتعادل مع الريان ويؤجل تأهله إلى ثمن نهائي أبطال آسيا للنخبة
- طارق شهاب ينضم لتدريبات المنتخب الوطني الأول بمعسكر ماليزيا
- انقطاع الرواتب : تزيد من معاناة المعلم في عدن خاصة والجنوب واليمن عامة وتصاعد وتيرة الإضراب واسبابه
- وفاة مسؤول برنامج الغذاء العالمي بيافع سرار