من يوم الاستقلال الضائع في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م كانت البداية لانتشار ثقافة توزيع صكوك الخيانة على ابناء عدن والوطنية لغيرهم واليوم تنكشف الحقائق الأكيدة ان ابناء عدن ليس هم من كانوا عملاء لبريطانيا وهي التهمة التي كانت جاهزة للتخلص منهم ، وتجلت حقيقة ان من كانوا عملاء لبريطانيا هم من سلمتهم بريطانيا السلطة في عدن والجنوب بالتحايل على القرار الاممي لاستقلال مستعمرة عدن ، كما سبق ذلك من دعم لوجستي ومالي وبالسلاح وكان اخر فصول الدعم ماكان من توجيه الحاكم البريطاني في عدن لقادة الجيش الليوي في الحرب الأهلية بين الجبهتين التحرير التي كانت اغلب أعضاءها من أبناء عدن ، والقومية التي كان اغلب اعضاءها من أبناء محيط عدن الجغرافي ، وكان توجيه الحاكم البريطاني في حينه لقادة الجيش الليوي بالوقوف مع الجبهة القومية لحسم الحرب الأهلية لصالحها ، ومن يومها بداءت سياسة توزيع صكوك ثقافة التخوين ضد ابناء عدن التي اساسها الحقد والكراهية والعداء والتفرفة والاقصاء والتهميش ضدهم ، إلا أن الأمر المؤسف والمستغرب له توارث الطبقة السياسية واحزابها السياسية ثقافة توزيع صكوك الوطنية والتخوين واصبحت الطبقة السياسية اليمنية الفاسدة من ستينات القرن الماضي تنظر لنفسها بأنها هي الوحيدة الوطنية والآخرين عملاء بينما العكس صحيح .
فطالما ستبقى الطبقة السياسية مقيدة بثقافة توزيع صكوك الوطنية والتخوين علينا أن نقول وداعا لدولة النظام والقانون ولن يكون هناك بناء وطن ولا الحفاظ على السيادة الوطنية وسيبقى حالنا كما هو عليه الآن غارقين في مستنقع التبعية للخارج ، ووطن يدمر وشعب يقتل ويشرد وثروة تنهب وسيادة وطنية منتهكة ، فهل سياتي يوم يدركوا أصحاب ثقافة توزيع صكوك الوطنية والتخوين انهم ليس اكثر من معاول هدم الوطن ولصوص ثروته لصالح اسياذهم وانهم ليس الا رصاصة غذر وخيانة في ظهر المواطن ، الا ان ومن خلال دروس التاريخ فلن يصح الا الصحيح وسيكون مصير كل عميل مرتزق مزبلة التاريخ .