:
في كل عام يحتفل البعض بذكرى الثورة وكأنها إنجاز تاريخي، بينما المواطن يعيش في واقع متردٍ تفاقمت فيه المعاناة ، الثورة التي وُعد بها الناس كوسيلة لتحقيق الحرية والعدالة تحولت إلى رمز للخيبة، إذ لم يتحسن حال المواطن، بل تفاقم مع انهيار العملة المحلية، نجد قلة من المستفيدين، الذين يتلقون رواتبهم بالعملة الأجنبية، يحتفلون بينما أغلبية الشعب تكافح من أجل البقاء .
الاحتفال بثورة في ظل تدهور الخدمات الأساسية، وارتفاع الأسعار، وانعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي، يعكس انفصالاً واضحاً بين من يديرون البلاد ومن يعانون في أرض الواقع .
الثورة اليوم ليست سوى واجهة لمصالح ضيقة واستغلال نفوذ القوى الخارجية، التي تزيد من تعقيد الأزمات ، ولم تعد الشعارات الثورية تعني شيئاً للمواطن البسيط الذي يدفع الثمن الأكبر، ولا يبدو أن الاحتفالات هذه تخدم سوى فئه صغيرة مستفيدة .
نحن بحاجة إلى الاعتراف بالواقع، والبحث عن إصلاح حقيقي، يعيد بناء الوطن على أسس العدالة، بعيداً عن الوهم الذي تخلقه الاحتفالات الرمزية .