دارت نقاشات عميقة و مستفيضة صريحة و شفافة في أروقة و كواليس ورشة التنمية الوطنية التي دعت إليها الرابطة الإعلامية الجنوبية سما ” لمستقلة ” و ذلك حول مفهوم السيادة الوطنية و الأزمات الداخلية في المحافظات المحررة و ما نجم عنه من تدهور و شلل تام في كافة المناحي الخدمية و الحياتية
و في هذا السياق و من خلال تلك النقاشات المصيرية الهادفة اتفق المشاركون في هذه الورشة على أن الأزمات التي تعيشها المحافظات الجنوبية مرتبطة ارتباطآ وثيقآ بالدولة العميقة و ارتباطها الكبير بمنظومات قوية كالأمن السياسي الاستخباراتي و الصناعات و البنك المركزي و المصارف و الإعلام بمؤسساته و مراكزه و مواقعه و منظمات المجتمع المدني و المدارس و الجامعات و كل ما يتعلق بالمناهج التعليمية و الثقافية و الدينية و الشؤون الاجتماعية الأمر الذي مكنها من السيطرة على كافة الجوانب المرتبطة بالسيادة و أعطاها القدرة الفائقة على خلق الأزمات
و بهذا الخصوص أكد المتداخلون في هذه الورشة على أهمية التوعية الوطنية لتقويض قدرات الدولة العميقة و ذلك من خلال وضع برامج و خطط عملية تعمل على تدعيم القدرات في كيفية السيطرة الجنوبية على هذه الأنشطة الهامة و السيادية
و في هذا الصدد أكد المتداخلون على أهمية دعم الشباب الجنوبي للدراسة و تشجيعهم عليها ، كما يرى الغالبية من أولئك المتداخلين أهمية نشر التوعية الوطنية في شبكات التواصل الاجتماعي و كذا تحفيز النشطاء على أهمية التركيز على ترسيخ المفاهيم الوطنية كسلوك يرفض كل مخلفات النظام السابق الذي استطاع بناء منظومات دأبت على إضعاف القدرات الجنوبية في مختلف الجوانب و السيطرة الكاملة على أهم و أبرز الجوانب المتعلقة بالسيادة
هذا و قد حذر المتداخلون من المؤامرة الديموغرافية التي تهدف إلى تغيير الديموغرافيا السكانية في الجنوب من خلال النزوح المدعوم الذي تؤكده مراكز الرصد الطوعية
و في الختام دعا المتداخلون إلى الالتفاف حول الهيئة العسكرية الجنوبية و التي تعتبر النواة الوحيدة المتبقية لمؤسسات الدولة الجنوبية و التي يمكن أن تلعب دورآ كبيرآ في استعادة المؤسسات الوطنية و أهمها مؤسسة الجيش و الأمن ، مشددون على أهمية التواجد الشعبي في ساحات الاعتصام العسكري و الذي سيعزز الموقف الجنوبي و تمكينه من إخراج المحافظات المحررة من المستنقع الذي وضعته فيه منظومة الاحتلال اليمني