
في ضجيح أخبار استقالة غالب المعبقي رئيس البنك المركزي في عدن و تحليلات و تداعيات هذه الاستقالة التي أرى أنها جاءت في الوقت المناسب و أتمنى ألا يتراجع عنها و يقبلها المجلس الرئاسي و يشرع في التشاور حول البديل لمنصبه فالأضرار التي تسبب بها تتعدى انهيار سعر الصرف دون مبرر ، و الذي قاد إلى سوء الأحوال المعيشية للمواطنين في المناطق المحررة
و لكن الأمر المستغرب هنا هو موقف المجلس الانتقالي من أعلا هيئاته إتلى قواعده و التي كانت مؤيدة لقرارات المعبقي اللا عقلانية ، بل أنها جاءت من شخص منفصل عن واقع المشهد الاقتصادي و تعقيداته ، و تاه بين كتب القوانين و اللوائح حتى أضاعت بوصلته طريق الصواب
فمع المسيرات في مأرب و تعز و المخا و مريس الضالع كانت بيانات المجلس الانتقالي المؤيدة لقرارات و تصريحات و تحليلات أعضائه تتوالى مستبشرة بخير قادم لم نر منه إلا كل شر في الجنوب الذي حمل الانتقالي تفويضٱ باسمه .. شرٱ أوله ارتفاع سعر الصرف للعملات الأجنبية و تضخم غير عقلاني في الأسعار بسبب مناخ عدم الثقة التي هزت القطاع المالي
هذا و قد صاحب تلك القرارات حملات مضللة للشعب المغلوب على أمره ، حملات إعلامية أمسك بطرفيها أبواق إعلامية في الشرعية و الانتقالي و أصبح نجمها اللامع غالب المعبقي في إطار لعبة الاستغفال لهذا الشعب الذي دخل في سبات من كثرة التصريحات المخدرة للمشاعر ، حتى أصبح شعب مدمن على التصريحات و التحليلات ، شعب بدأ يستيقظ من سباته مع فضائح ضربت الشرعية و شريكها الانتقالي و ذلك عن طريق النهب لمليارات الدولارات للنخبة و أولادهم و زوجاتهم و للنشطاء و الناشطات من رواتب و إعاشة و نثريات ، بل حتى المنح التعليمية لم تمر من تحت أنيابهم و كان على رأسهم العليمي الذي أخذ منحٱ للابناء و الأحفاد و هو مالك لثروة يستطيع من ريعها ابتعاث عشرات الطلاب للدراسة و تكون له في كفة ميزانه إلا أنه اختار كفة الفساد
نخبة الفساد في المناطق المحررة تلقي باللوم على الحوثي في تردي الوضع الاقتصادي ، و لا ترى نفقات عشرات السفارات في دول لا يعرف بعض مسؤولينا مكانها على الخارطة ، بل أن طواقم بعض السفارات لبلادنا يتحاوز بكثير طواقم سفارات دول عظمى ، هذا عدا الملحقيات و القنصليات
المعبقي كرئيس للبنك المركزي هل تساءل عن الحساب في البنك الأهلي السعودي و ارتباط هذا الحساب بقرارات مؤتمر الرياض الذي أنشأ حكومة مهجر و أصبح هناك راتب آخر يدفع بالدولار لرجال و نخب الدولة التي توزعت بين الرياض و أنقرة و الدوحة و القاهرة
فكيف تصرف هذا الراتب الثاني و قد أصبحت العاصمة للدولة عدن ؟
كشف لشاغلي وظائف الدولة العليا اسم المعبقي موجود فيه لا محالة ، و قد يكون بين عشرين إلى ثلاثين ألف دولار .. كشف حوى أصحاب الشرعية و الانتقالي و وزرائهم و وكلائهم
لقد كثر الحديث في ذلك لتوظف نخب الفساد المعبقي بقراراته الغبية لتنفيذ مخطط الإلهاء و حرف الأنظار ، و نستدل بذلك أن جملة مصفوفة قرارات المعبقي و قرارات حكومية أخرى حققت انهيارٱ اقتصاديٱ غير مسبوق سيحرق ما تبقى من رمق في هذا الشعب المغلوب على أمره
و ينساق الانتقالي خلف هذه المنظومة الفاسدة و يعلن أنه في حالة انعقاد مستمر .. فلماذا هذا الانعقاد المستمر و أنت حزء في الحكومة و لك أربعة وزراء لم نسمع لأحد منهم تصريح حول ما يعانيه الشعب الجنوبي حتى ظننت أن الانتقالي قد اختار وزرائه من منطقة البعرارة في تعز و لا شأن لهم بالجنوب
أن طرحي هذا قد بنيته من شواهد الأحداث ، فبعد تغيير معين عبدالملك من أبناء تعز أتوا لنا بصهره و لم يتغير شيء في السياسة الاقتصادية ، و استمر المعبقي في لعب دور المحلل للانهيار الاقتصادي ، فهو لاعب خطير في لعبة ستضرب الجنوب في مقتل
الانتقالي صاحب التفويض من شعب الجنوب هو شريك في هذا كله ، فلم نسمع له في يوم من الأيام أنه طالب الحكومة بإجراءات تقشف توقف نزيف الدولار و تخفيض التمثيل الدبلوماسي و عمل إصلاحات اقتصادية حقيقية أو جذرية لتحقيق الملائمة المالية و المرونة للخوض في قرار ما سمي توحيد العملة و نقل البنوك و المنظمات و السفارات إلى عدن .. و هل تحرك الانتقالي برؤية اقتصادية لتغيير مسار المدفوعات أم أن له التزام مطلق بقوانين الجمهورية اليمنية و حماية مصالح أبنائها شمالٱ و جنوبٱ حتى و أن سحق هذا الالتزام أبناء الجنوب ؟!!!
انقالينا يسعى إلى توحيد العملة و الانفصال بنا في دولة مستقلة
انتقالينا يسعى إلى تقوية الشرعية و تثبيتها في عدن فهل ستعود بعد ذلك إلى صنعاء ؟
فإذا كان الانتقالي في حالة انعقاد مستمر نطلب منه تقييم حقيقي للوضع الاقتصادي بعد قرارات المعبقي اللاعقلانية .. و للحديث بقية !!!