العميد “رشدي عبيد حازم العمري الحوشبي” واحد من الأبطال الحواشب الذين عرفتهم ساحات وميادين المعارك منذ وقت مبكر لاندلاع الثورة التي أجتثت براثن المستعمر اليمني من الأرض الجنوبية، ينتمي هذا القائد الهمام لأسرة نضالية مشهود لها بالعطاء والتضحيات الجسيمة، فشقيقه القائد السابق ومؤسس اللواء العاشر صاعقة العميد “يسري عبيد حازم” يعد نموذجاً فريداً في الفداء والتضحية حيث سقط شهيداً في أعظم مواقف الشجاعة والبطولة من أجل الجنوب، ليحمل من بعده رآية الفداء والتضحية القائد الخلف العميد “رشدي الحوشبي” متعهداً بمواصلة السير على نفس نهج الشهيد القائد “أبو عيدروس” وإكمال مشوار الفداء والتضحية والبطولة الذي اختطه الشهيد القائد بداية من حيث انتهى السلف، العميد “رشدي الحوشبي” شاب جنوبي الهوى والهوية، تشرب الشجاعة والإقدام منذ نعومة أظافره، صنديد يأبى الخضوع والخنوع لمشاريع القهر والظلم والاستبداد، نشأ وترعرع هذا القائد الجسور على ثوابت الرجولة والشهامة والنخوة لتنمو معه قيم ومبادئ وتعاليم ومفاهيم الحرية والإباء والشموخ والصلابة، بطل مغوار جدير بالمسؤولية رغم صغر سنه إلا أنه استطاع وفي فترة وجيزة أن يقود اللواء العاشر صاعقة إلى منصات البطولة في جميع الجبهات، ولإخلاصه ووفائه وتضحياته المتعددة كسب ثقة القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية ممثلة باللواء الركن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية والأمن، العميد “رشدي الحوشبي” يعد من قلائل الرجال الذين تتجمع فيهم الصفات والسجايا والخصال الحميدة والأخلاق الرفيعة والتواضع الجم والنخوة والإقدام، هذه السمات أهلته ليصبح قائداً ناجحاً بكل المقاييس وقادر على صنع التحولات والفوارق وتحقيق الآمال والطموحات وإنجاز المهام والمسؤوليات الصعبة والمستحيلة بكفاءة وجدارة وإقتدار، في هذه المساحة الصحفية نستضيف العميد “رشدي الحوشبي” قائد اللواء العاشر صاعقة ونطرح على طاولته العديد من الأسئلة والاستفسارات وبدوره يجيب عليها بمنتهى الشفافية والمصداقية والوضوح فكونوا معنا أعزائي القراء الأكارم لمتابعة تفاصيل هذا الحوار.
حاوره / محمد مرشد عقابي:
– من هو العميد “رشدي الحوشبي”، وكيف وصل إلى الهرم القيادي في اللواء العاشر صاعقة؟
– أسمح لي في البداية أن أتقدم اليك أستاذ محمد عقابي بعبارات الشكر والتقدير على هذه التستضافة وإفساح هذا المجال أمامي للحديث وعلى جهودكم الجبارة في تغطية الأحداث العسكرية التي يخوضها أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية ضد الأعداء في مختلف جبهات القتال، أنا العميد “رشدي عبيد حازم العمري الحوشبي” من أبناء مديرية المسيمير الحواشب محافظة لحج، المنطقة التي قدمت قوافل من التضحيات في سبيل الله ومن أجل تحرير الوطن الجنوبي العزيز في جميع مراحل ومنعطفات التاريخ، أنتسب لأسرة عريقة معروفة بإنتمائها للحراك الجنوبي فأخي الشهيد المغفور له بإذن الله تعالى العميد “يسري” من أوائل مؤسسي وقادة الحراك الجنوبي في الحواشب، التحقت بصفوف المقاومة الجنوبية منذ إعلان تأسيسها وأنخرطت في عدد من الدورات التدريبية والتأهيلة القتالية ونفذت مع المقاومة الجنوبية عدداً كبيراً من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال اليمني ومعسكراته ومواقعه وثكناته بمختلف مدن ومناطق الجنوب العربي إبان فترة الإحتلال الآثم، كما شاركت في معارك تحرير مديرية المسيمير عام 2015م وكرش وغيرها، وصولاً إلى تشكيل اللواء العاشر صاعقة بقيادة أخي المغفور له بإذن الله تعالى القائد الشهيد يسري عبيد حازم الحوشبي “أبو عيدروس”، وتم تكليفي مؤخراً من قبل الرئيس القائد عيدروس الزبيدي يحفظه الله ويرعاه قائداً للواء العاشر صاعقة بعد استشهاد شقيقي “يسري” رحمة الله تغشاه، ومنذ ذلك الحين كانت لنا الكثير من المشاركات في تقطيع مفاصل مليشيات الحوثي وردعها في جبهة حبيل حنش بالإضافة إلى التصدي لمكر وبغي وعدوان مليشيات الإخوان وأذرعها الإرهابية في جبهات محور محافظة أبين، وأستطعنا أن نلقن جحافل الغزاة دروساً لن تنسى ونتوعدهم بالوقوف لهم بالمرصاد وإفشال كل مخططاتهم ومشاريعهم وأطماعهم الإجرامية.
– كيف تقيمون الوضع العسكري القائم في محور أبين؟
الوضع في محور أبين يشهد بين فينة وأخرى تصعيد وخروقات وهجمات عدائية من جهة الطرف الآخر الذي يشن غارات ويعتمد على التصعيد المسلح ضدنا واسفرت أعماله العدائية عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى في صفوف قواتنا المسلحة الجنوبية، علاوة على الضحايا الأبرياء الأخرين الذين تطالهم آلة الحرب المليشاوية الهمجية التي لا تفرق بين الخصم والبريء، ومع كل ذلك الإستهتار والإستفزاز المستمر والجرائم والإنتهاكات الشنيعة نحن نضبط النفس ونلتزم بأعراف ومبادئ وقيم الحرب وبهدنة وقف إطلاق النار مفسحين المجال من طرف واحد لإنجاح مساعي التهدئة والتسوية والحل، ونبدي دوماً حسن النوايا متقيدين بتعليمات وتوجيهات قيادتنا السياسية والعسكرية والثورية، ونستغرب عدم امتثال الطرف الآخر للهدنة التي تدعو لوقف الأعمال القتالية، وممارساته المعبرة عن مدى السخرية والاستهتار بالمواثيق والإتفاقات ومعاهدات السلام التي تتبناها وترعاها دول التحالف العربي، إذ تدل كافة ممارساته على الأرض عن التحدي الواضح والصريح لإرادة دول التحالف ممثلة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، ناهيك عن محاولاته للتنصل عن تنفيذ مصفوفات وبنود إتفاق الرياض الذي أفشلها بسبب تعنته وتملصه الدائم في حلحلة العديد من الملفات والمسائل وإضماره لنوايا خبيثة يريد من خلال تفجير الوضع عسكرياً وإفشال مساعي المجلس الإنتقالي وتوجهاته لحلحلة ومعالجة الملفات الإنسانية في المحافظات المحررة.
– ماهي خياراتكم في حال أصر الطرف الآخر على المواجهة العسكرية؟
– والله نحن في آهبة الجهوزية والاستعداد للدفاع عن أنفسنا وبلدنا في حالة فرضت علينا المواجهة، مع أن العالم قاطبة يعلم بأننا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، والجميع لديه دراية ومعرفة تامة بالتزامنا ومن طرف واحد بوقف إطلاق النار كل ذلك تقديراً لجهود أشقائنا في التحالف العربي رغم أنن العدو ومرتزقته يصعدون من وتيرة أعمالهم العدائية ويحاولون بشتى الطرق والوسائل والأساليب جرنا إلى مربع العنف هدفه في ذلك تقويض كل فرص التهدئة وجهود إحلال السلام، ونحن نؤكد من هنا وعبر وسائل الإعلام باننا حريصون كل الحرص لعدم إراقة وسفك دماء من يغرر بهم من أبناء جلدتنا الذين تستغل مليشيات العدو ظروفهم وأوضاعهم المعيشية لتزج بهم في إتون معاركها الخاسرة في صحراء شقرة وغيرها من المناطق لنوجه لهم من هنا نداءً بان يعودوا إلى جادة الصواب وأن يعلنوا براءتهم من تلك الجماعات وانضامهم إلى صف أخوانهم أبناء الجنوب الذي يخوصون معركة الشرف والبطولة مدافعين عن وطننا مهما تكالبت علينا قوى الشر والطغيان اليمنية فلن يوهن عزمنا او تنكسر إرادتنا عن هدف الإستقلال وإستعادة دولة الجنوب الأمة المقدس (الحرية والإستقلال)، مشروع الذود عن الأرض والعرض والدين.
– هل باستطاعة القوات الجنوبية أن تصمد أمام تصعيد مليشيا الحوثي وعناصر الإصلاح المستمر لإجتياح الجنوب؟
– نعم وبكل تأكيد سنصمد في وجه هذه الآلة والترسانة المتغطرسة إن اجتمعت ضدنا وتكالبت علينا، ولن يوهن عزمنا أو تنكسر إرادتنا أو تثبط معنوياتنا لكثرة جمع العدو وعدته وعتاده، فنحن أصحاب حق وقضية عادلة وسوف ندافع عن بلدنا ونضحي من أجل عزتنا وكرامتنا بكل غال ونفيس، ولن نهاب العدو مهما كان وسنواجهه بما أوتينا من قوة ورباط وصلابة وبأس شديد مهما كلفنا ذلك من ثمن، ونؤكد بأننا نحن وأبناء شعبنا الجنوبي العظيم من أقصاه الى أقصاه نعيش أعلى مراتب الجاهزية والاستعداد للتصدي لأي خطر يستهدف أمن وسلامة وطننا ولن نرفع أصابعنا من زناد بنادقنا إلا متى ما تحررت مناطقنا واستعاد الجنوب مؤسسات دولته وسيادته على كامل تراب أراضيه بحدودها المعروفة بموجب الترسيمات والخرائط الدولية لما قبل العام 1990م.
– نصيحتك لأبناء العربية اليمنية الذين يقاتلون في صفوف المليشيات القطرية – التركية؟
– إن كان لنا حديث معهم فنحن نقول لهم يجب أن تعرفوا عدوكم الذي يدوس على كرامتكم ويمعن في انتهاك أعراضكم، بل ودخل إلى عقر داركم متجاوزاً حرماتكم، ومارس عليكم كل أساليب القهر والأذلال والبطش والتنكيل والتهجير وشردكم من منازلكم وشتت شملكم، هذا العدو هو مليشيا “الحوثي” وليس أبناء الجنوب الشرفاء الأوفياء الذين وقفوا الى جانبكم في كل المراحل وضحوا بدمائهم وأرواحهم في سبيل أن تنعتقوا من الذل والمهانة منذ حقبة الستينات وبفعل تضحيات الجنوبيين استنشقتم هواء وعبير الحرية وتنزاح حكم الإمامة الذي جثم على صدوركم لعقود من الزمن، فما هكذا تورد الأبل ويكافئ الأوفياء ويرد الجميل والعرفان لمن نصركم بالأمس القريب ووقف إلى جانبكم في كل المحطات مقدماً لأجلكم أشكال التضحيات، فلن تسلموا من سخط ولعنة التاريخ طالما وصلتم إلى مرحلة تجردتم فيها من كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية وتتنكرتم للجميل وجحدتم حق من نصركم وأيدكم وعضضتم اليد التي طالما امتدت إليكم حاملة لكم الخير والبذل والعطاء.
– كلمة أخيرة تحب قولها في ختام هذا اللقاء؟
– لايسعني إلا أن أجدد الشكر والتقدير لك أخي محمد على منحي هذه الفرصة السعيدة للحديث في حوار شامل على بلاط صاحبة الجلالة صحيفتنا الغراء حول مجمل القضايا والمواضيع والمستجدات الطارئة على الساحة الجنوبية، كما أوجه عبارات الشكر لكل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية التي كسرت حالة الجمود والركود والتعتيم المفروض على الجنوب ومؤسساته العسكرية والأمنية والمدنية سيما تلك التي ساهمت في وصول القضية الجنوبية إلى صدارة ترتيب القضايا العادلة على مستوى العالم وأكسبتها التعاطف والتأييد الدولي، كما نجدد التأكيد لأبناء شعبنا الجنوبي العظيم “المجاهد – الصامد – الصابر- المرابط” بأن حلم الحرية والاستقلال بات وشيكاً ولا يفصلنا عنه سوى القليل من الوقت، فما علينا إلا بالمزيد من الصبر والصمود والثبات في وجه المتغيرات الطفيفة والمستجدات الطارئة ولنثق بان الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولنثق أيضاً بقيادتنا الحكيمة برئاسة القائد والمناضل الجسور اللواء الركن “عيدروس قاسم الزبيدي” رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية والأمن وبكل نشامى قواتنا المسلحة الباسلة ورجال أمننا المغاوير بأن النصر قريب وسيتحقق قريباً بقدرة الله وعونه.