
حقا إذا لم تستح فاصنع ماشئت ، أو كما يقولون : اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ، هذا هو المنهج المتبع في شريعة مايسمى بالعالم الحر تجاه حقوق المرأة والطفل ، وذلك في غزة خاصة وفلسطين عامة اليوم ، وفي مامضى من الزمان ، فضلا عن تطبيقه لتلك الحقوق التي يرفع يافطاتها ، ويروج لشعاراتها كذبا وزورا ، في الشرق الأدنى والعالم الثالث كله ؛ كما فعلوا ويفعلون في النساء والأطفال ، في العراق وسوريا وليبيا واليمن وأفغانستان والبوسنة والهيرسك ، وغيرها من البلدان الأفريقية والأسيوية ، هذا هو ديدنهم ، وذاك منهجهم في قتل النساء والأطفال تحت مزاعم وأكاذيب حقوق المرأة والطفل في أدبيات العالم الحر .
والحقيقة التي يؤمن – مايسمى بالعالم الحر – بها ، ويعمل ليل نهار من أجلها ، نحو المرأة والطفل ، عبر منظماته المشبوهة إنما هي منع الفتاة من التزوج في سن الإخصاب والإنتاج ، والعمل على انفصال المرأة المتزوجة عن زوجها (الطلاق) ، والدفع بها إلى التخلي عن واجبها الأول في بناء الأسرة (تربية الأبناء) ، وتشجيعها على خلع ثوب الحياء من عليها ؛ الذي هو من أرقى مفاتنها ، وأسما منازل أنوثتها ، ومصدر فخرها واعتزازها ، أما غير ذلك فإنه (مايسمى بالعالم الحر) يعمل جاهدا لإبادة المرأة والتنكيل بها من على وجه الأرض ، ومن لم يصدق قولي فعليه أن ينظر كم يقتل العالم الحر من النساء يوميا ، بل في الساعة الواحدة في قطاع غزة ، مع أنهن لم يقمن بأي نشاط معادي للجيش الصهيوني ، لكن ربما تكون جريمتهن أنهن قد ولدن أو سوف يلدن أطفالا يصبحون يطالبون باستعادة أرضهم المغتصبة فلسطين ، أو – على الأقل – يريدون حقهم في الحياة والعيش الكريم كغيرهم من أطفال العالم .
ماسلف كان في حقوق المرأة ، أما ماسنعمد إلى الحديث فيه فهو في شيء من حقوق الطفل ، حسب ماورد في أدبيات مايسمى بالعالم الحر ، وأبواقهم الإعلامية ، وهنا وجب علينا أن ننظر إلى قطاع غزة ؛ لنعرف كم عدد الأطفال الغزاويين الذين قتلهم العالم الحر في أقل من شهرين ، لقد بلغ عددهم حدا لايقبله عقل ولا منطق ، مقارنة بمن قتلوا في تاريخ الحروب الماضية على وجه الأرض ، وبناء على ذلك فإن حقوق الطفل الذي يقوم مايسمى بالعالم الحر بتتبعها ، وتطبيقها على أرض الواقع ، لاسيما في الشرق الأدنى وأفريقيا والعالم الثالث كافة ، تقتصر على مايلي ؛ تحويل الفتى (الذكر) إلى فتاة (أنثى) ، وذلك بتغيير اسمه أولا ، ثم حقنه بالحقن الهرمونية ، وإجراء العمليات الجراحية له ، وغير ذلك مما يحول الرجل إلى امرأة ، ومن حقوق الطفل لديهم ؛ سن القوانين الإجبارية ، وإصدار التشريعات الملزمة ، التي من شأنها خلق مجتمع من المخنثين أو مايسمونه هم بالمثليين ، وتدريسها الطفل في المدارس من سني عمره الأولى ، وفرضها على العالم الثالث بالقوة ، ومن حقوق الطفل أيضا ؛ الدفع به إلى عدم التفكير في الزواج في سن الفتوة وعنفوان الشباب ، بل يجب عليه أن لايذهب إلى التفكير في الزواج بهذه المرحلة ، ولينتظر حتى يصبح لديه منزلا مستقلا عن أسرته ، ووظيفة ، وكثيرا من المال ، وذلك لايتحقق في الغالب إلا بعد أن يكون كهلا ، وعاجزا عن المشاركة في بناء المجتمع وصناعة الأسرة .
هذا هو الشيء الزهيد ، والموجز اليسير من حقوق المرأة والطفل الذي يسعى مايسمى بالعالم الحر ، بكل ما أوتي من قوة لتحقيقه في المجتمعات الفقيرة ، المغلوبة على أمرها ، بعد أن انتهك حقوقها ، واغتصب أرضها ، وصادر ثرواتها ، ووضع الأنظمة الخانعة المستسلمة على رأسها …