يحتفي هذه الأيام البهيجة المواطن اللحجي في عاصمة المحافظة حوطة بلجفار المحروسة بالله كغيره من المواطنين في بقية أرجاء جنوبنا العربي الحبيب الحر الثائر المنتصر بالذكرى السابعة و الخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد و الذي يحتفي به أبناء شعبنا في الجنوب العربي كل عام تخليداً و تمجيداً لأرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية العاطرة تراب الجنوب الطاهر لننعم بالحرية و العزة و الكرامة و العدالة الاجتماعية في جنوبنا الحبيب أرضا و إنسانا .
فذلك اليوم الأغر الذي انطلقت شراراته الأولى من على قمم جبال ردفان الشماء الذي خاض فيه المواطن الجنوبي كفاحاً مريراً و قتالا شرساً قارع فيه المستعمر الغاصب من سهل إلى سهل و من جبل إلى جبل طيلة أربع سنوات متواصلة كبد فيها جيش المستعمر الجرار و آلته العسكرية البربرية الغاشمة خسائر فادحة في الأرواح و العتاد و قدم من خلاله التضحيات الجسام فيما سطره من ملاحم عظام دفع فيها أثماناً باهظة و قوافل من الشهداء الأخيار الأبرار ليتوج بذلك انتصاره المؤزر و استقلاله الناجز في الثلاثين من نوفمبر الظافر و قيام دولته الجنوبية الحرة على كل شبر من أراضيه الحبيبة الغالية ، فحق له اليوم أن يعتز و يفتخر و يحتفل بذلك اليوم الخالد الذي سطر فيه آباؤنا و أجدادنا مآثر بطولية سطرها التاريخ بأحرف من نور في أنصع صفحاته و ليكون ملهماً لنا لنسير على خطى أسلافنا في مواصلة المشوار الثوري حتى يتحقق لنا الهدف المنشود الذي حدده و رسم ملامحه أبناء شعبنا الجنوبي في الاستقلال الثاني و الناجز على كل شبر من ترابه الطاهر